نص كلمة الفريق أسامة الربيع أمام الرئيس في افتتاحات هيئة قناة السويس
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، القرية الأولمبية لهيئة قناة السويس، وكذلك عدد من القطع البحرية الجديدة.
وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، خلال كلمته: "في واحدة من أهم قلاع مصر ووسط رجالها الأبطال يشرفنا اليوم بهيئة قناة السويس حضور سيادتكم، الذي نعتبره جميعاً تأكيداً على ما تمثله القناة كرمزٍ لعزة مصر وعنوانٍ لاستقلالها وامتلاك شعبها مقدرات وثروات بلاده العزيزة.
وفي هذا الصدد يَشرُف العاملين بهيئة قناة السويس أن تُكلل مجهوداتهم ويُقدر عطاؤهم بزيارة سيادتكم التي تقومون خلالها بافتتاح العديد من الإنجازات التي تُعد إضافة مهمة ترسخ مفهوم الجمهورية الجديدة التي تعتمد نهج الإنجاز المتلاحق والكبير، الأمر الذي من شأنه أن يعوض عشرات السنوات الماضية وأن يمنح مصر دفعة قوية لم تكن لتتحقق دون هذه الإرادة الصلبة والجسارة منقطعة النظير لقائد وزعيم آل على نفسه أن يضع مصلحة بلاده وشعبه في المقام الأول على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في الداخل والخارج، حتى تصبح مصر كما وعدت سيادتكم في المكانة التي تستحقها بين الأمم.
وعلى مدار أكثر من 150 عاماً شهدت قناة السويس العديد من التطورات المتلاحقة باعتبارها أهم ممر ملاحي عالمي تمر من خلاله أكثر من إثني عشر بالمائة من إجمالي حركة التجارة الدولية، فضلاً عن وقوعه كشريان حيوي في سلاسل الإمداد والتوريد العالمية، غير أن أهم التطورات التي شهدتها قناة السويس منذ تأميمها يوم 26 يوليو عام 1956 كان القرار الذي أصدرته سيادتكم بحفر قناة السويس الجديدة بطول 72 كيلو متراً لتحقق إنجازاً تاريخياً يسمح للسفن باختصار زمن العبور من 22 ساعة إلى 11 ساعة فقط، كما اتضحت ثماره المباشرة في تحقيق قناة السويس لزيادة متواصلة في الإيرادات وصولاً لتحقيق أعلى إيراد سنوي في تاريخها وذلك في العام المالي المنقضي 2021/2022.
وإيماناً من سيادتكم بضرورة استمرار أعمال التطوير في قناة السويس حتى تحافظ على مكانتها الاستراتيجية فقد وجهت سيادتكم بالبدء الفوري في تنفيذ خطة طموحة لتوسيع وتعميق القطاع الجنوبي وهي الخطة التي يجري حالياً تنفيذها وفق جدول زمني دقيق.
وتحقيقاً لنفس الهدف وسيراً على ذات الطريق تواصل هيئة قناة السويس تأكيد مكانتها كمؤسسة مصرية تسعى لتوطين الصناعة المحلية وتستهدف تعزيز القدرات الذاتية على تصنيع الوحدات البحرية التي تمكنها من خدمة حركة الملاحة بالقناة وتأمينها وضمان سلامتها، حيث قامت الهيئة بتوجيهات مباشرة من سيادتكم بتصنيع وبناء عدد من الوحدات البحرية، فبالأمس القريب قمتم سيادتكم بتدشين 42 وحدة بحرية خلال العام الماضي واليوم نضيف إليها (16) وحدة بحرية جديدة لتمثل علامة فارقة في تاريخ هيئة قناة السويس وتتوج مرحلة جديدة من العطاء لهذا الصرح العظيم.
وفي إطار رؤية سيادتكم نحو تعزيز دور الهيئة في تنشيط حركة السياحة بمنطقة القناة، بدأنا في تنفيذ خطة طموحة نستهدف من خلالها زيادة معدلات اليخوت السياحية العابرة للقناة عبر رفع كفاءة وتطوير مراسي اليخوت التابعة للهيئة، وتماشياً مع سياسة الدولة المصرية الهادفة للحد من الانبعاثات الكربونية سنقوم ببناء أول مرسى يخوت أخضر في مصر يعمل بالطاقة النظيفة والمتجددة بعد التصديق من سيادتكم.
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي
لقد كان لدعمكم المتواصل لهيئة قناة السويس وتوجيهاتكم الدائمة بتوفير كافة الإمكانات التي من شأنها استمرار عطاء الهيئة نحو حركة التجارة العالمية أكبر الأثر في تحقيق نجاح باهر في مواجهة عدد من التحديات الجسيمة والتي لم يكن من الوارد التغلب عليها دون هذا الدعم المستمر من سيادتكم
وفي هذا الصدد، فقد تابعنا جميعاً كيف حاولت مختلف دول العالم مواجهة انتشار وباء كورونا المستجد من خلال تطبيق إجراءات وقائية أثرت بشدة على كافة أشكال النشاط الاقتصادي والتجاري والصناعي والملاحي بما أدى لنتائج صعبة على كافة المستويات.
وكان الاستثناء من ذلك بدرجة كبيرة في مصر إذ شهد الجميع لقدرة الدولة المصرية على إدارة الأزمة بنجاح كبير والحد من التداعيات السلبية الخطيرة للجائحة، وقد كانت هيئة قناة السويس في القلب من المؤسسات المصرية التي تمكنت من تحقيق أرقام قياسية غير مسبوقة في خضم الأزمات العالمية المتلاحقة.
وبالرغم من تطور أزمة الحرب الروسية الأوكرانية والتي أدت إلى ارتباك شديد في مختلف الأوساط الدولية ومن بينها قطاع النقل والملاحة إلا أننا بفضل من الله تعالى ودعم سيادتكم تمكنا في هيئة قناة السويس كما في سائر القطاعات المصرية من تحييد الأزمة بدرجة كبيرة واستمرار العطاء وتحقيق الإنجاز تلو الآخر بنفس الوتيرة.
وتقودنا الأرقام غير المسبوقة التي تحققت خلال الفترة الماضية إلى ذروة الإنجاز وأعني بها ملحمة تعويم السفينة إيفر جيفين التي جرت وقائعها في 23 مارس من العام 2021، حيث كان لتوجيهات ودعم سيادتكم ثم لأبطال هيئة قناة السويس وإصرارهم وعزيمتهم التي استمدوها من متابعتكم وإشرافكم المباشر على وقائع التعاطي مع الموقف الدور الأهم في التغلب على الأزمة التي توقع أكثر الخبراء تفاؤلاً أن تستمر لعدة أشهر إذ أبى المصريون إلا أن يُشهِدوا العالم على مدى ما يتمتعون به من انتماء لوطنهم وغيرة على سمعته وقدرة على تحدي الصعاب والمخاطر، فقد تم تعويم السفينة خلال ستة أيام فقط ليشهد شعب مصر العظيم إنجاز أبنائه ويفخر بقدراته على تذليل أعتى التحديات والصعاب، وقد جرت في أعقاب ذلك ملحمة لا تقل أهمية وخطورة وهي استيعاب 422 سفينة كان تنتظر إعادة فتح القناة أمام حركة الملاحة لتتمكن الهيئة من ذلك في أقل من أربعة أيام محققة رقماً قياسياً يضاف إلى أرقامها القياسية المتكررة منذ حفر قناة السويس الجديدة.
لقد أصبحت مصر في ظل قيادتكم، تتبوأ مكانة رائدة في المنطقة بصفة خاصة وعلى المستوى الدولي بصفة عامة وقد جاء اختيارها لاستضافة فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تَغيِر المناخ في نسخته رقم 27 إقراراً من المجتمع الدولي بالجهود التي تبذلها الدولة المصرية، والتي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة تلك التنمية التي تأخذ في الاعتبار تحقيق معدلات نمو عالية مع الحفاظ على البيئة وعدم إهدار الموارد، وفي هذا الإطار حرصت الهيئة على تنفيذ عدة إجراءات من شأنها الحفاظ على سلامة البيئة وحماية الكائنات البحرية ومكافحة التلوث وهي الاجراءات التي تستهدف تحويل القناة إلى قناة خضراء بحلول عام 2030.
لقد كانت الثروة البشرية دائماً وستبقى هي العنصر الأهم الذي تمتلكه هيئة قناة السويس، والذي تعتمد عليه في تنفيذ كافة مخططات التطوير والتقدم، وفي هذا الصدد ونحن على أعتاب الاحتفال بعيد المرشد الذي يحل في شهر سبتمبر من كل عام أتوجه بخالص التحية وعظيم التقدير للسادة مرشدي هيئة قناة السويس الذين يقومون بدور وطني بالغ الأهمية في تسيير حركة عبور السفن بالقناة باقتدار فلهم منا كل الامتنان والعرفان.
الشكر والتقدير موصول أيضاً لكل رؤساء هيئة قناة السويس السابقين وكافة فئات العاملين على ما يقدمونه من عطاء وافر في خدمة بلدهم وتنفيذ كل المهام الموكلة بمنتهى الإجادة والاقتدار مهما كانت التحديات.
وأيضاً خالص الامتنان والتقدير والعرفان لدولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والسادة الوزراء الذين لا يألون جهداً في تقديم كافة أوجه الدعم لهيئة قناة السويس، والتقدير والعرفان لقواتنا المسلحة الباسلة درع مصر وسيفها البتَّار فهي الحصن المنيع الذي يحمي مقدرات المصريين براً وبحراً وجواً.
السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية
بالأصالة عن نفسي ونيابة عن جميع العاملين بهيئة قناة السويس هذا الصرح الشامخ الذي طالما كان رمزاً من رموز العزة والكرامة المصرية ومحوراً للعديد من المواجهات التي أسفرت دائما عن تحقيق الانتصار للإرادة المصرية، نعاهد الله ونعاهد سيادتكم وشعب مصر العظيم أن نظل أبداً مرابطين على هذا الثغر، وأن يظل أبطال القناة عند حسن ظن الوطن بهم لا يدخرون غالياً إلا ويبذلونه من أجل تحقيق المكانة الرفيعة لبلدهم بين الأمم. دامت مصر قوية أبية بقائدها وشعبها الأبي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والآن نستأذن سيادتكم في تشغيل عدد (2) معدية أفراد (الأقصر 1 والأقصر 2) بقدرة استيعابية
250 فرد عبر تقنية الفيديو كونفرانس، من محافظة الأقصر.
تعد هذه المعديات من أحدث أعمال شركة القناة للترسانة النيلية بأرمنت والتي تم تصميمها وبنائها لصالح محافظة الأقصر، بهدف خدمة قاطني المحافظة وتيسير عملية انتقال الأفراد بين ضفتي نهر النيل.