عصام زكريا: أرشيفنا يباع للخارج.. ومقتنيات نور الشريف سبقتها إبداعات أحمد زكى ونجيب محفوظ
تحدث الناقد السينمائي عصام زكريا عن مقتنيات الكبار ورؤيته في كيفية الحفاظ عليها.
ويقول عصام زكريا: "هناك إهمال قديم ومزمن للأرشيف في معظم المؤسسات والبيوت المصرية التي كان يعيش بها شخصيات عامة، وليس هناك وعي لأهمية الحفاظ على المقتنيات، ربما أنه ليس هناك إجراء رسمي من قبل المؤسسات الكبيرة أو لم يكن هذا موجودًا قبل ذلك في التليفزيون وشركة السينما والشركات الكبيرة والمؤسسات الصحفية الكبيرة، وكل هؤلاء لم يكن لديهم إدراك لأهمية الأرشيف، وبالتالي فرطوا فيه بسهولة وإهمال مزر.
وأضاف زكريا في تصريح خاص لـ"الدستور": "لا بد أن نعترف بهذه الكارثة، ماسبيرو والشركة العامة للسينما والكثير من أوراق الوزارات المختلفة رميت وفرط فيها، وقديمًا كان الأرشيف يعرض على الأرصفة لمن يدفع، ولكن في العقدين الأخيرين ظهر العديد من أثرياء العرب الذين يشترون الأرشيف.
وتابع: "مؤخرًا أصبحت هذه المواد مطلوبة بالخارج في الجامعات الأمريكية والأوروبية أو دول الخليج، وهؤلاء يشترون بجنون، وبالتالي أصبح الموضوع ليس فقط إهمالًا، وإنما أصبح هناك تجريف متعمد، لهذا الأرشيف، وهو جريمة كاملة ومتعمدة، وأصبح هناك عدد كبير من الناس يعملون في هذا الأمر، أي يقومون بتهريب الأرشيف للدول الخليجية وغيرها.
وحدد زكريا وسيلة للمحافظة على الأرشيف والمقتنيات، فقال: "المطلوب أولًا أن تكون هناك مؤسسة في مصر لديها ميزانية قوية وسلطة قانونية وكل مهمتها هو الحفاظ على هذه المقتنيات والأرشيف وأيضًا محاولة استرجاع الأرشيف المهم الذي تم بيعه للخارج، والحصول على الأصول وبيع صور أو نسخ منها فقط، ثانيًا التوعية وتشديد الرقابة على ما يهرب منها للخارج، خاصة ما لا يوجد منه نسخ، والأخطر هو الذي لا توجد له نسخ.
وعن أشهر المقتنيات التي بيعت قال عصام زكريا: "الكثير والكثير، ومنها على سبيل المثال تسجيلات شركة صوت الفن، ومقتنيات أحمد زكي التي لعبت عليها لعبة كبيرة، وتمثيلية كبيرة وقبل أنه سيتم وضعها في متحف وخلافه، وما نسبته 95% منها تم تهريبه للخارج، بخلاف بعض مقتنيات نجيب محفوظ، ومذكرات محمد نجيب التي وجدت على الرصيف بالصدفة وتم نشرها، ومذكرات أمينة رزق بخط يدها، ويوميات نور الشريف التي ما زالت تباع على الأرصفة، والكثير من المقتنيات التي ليس لها أول ولا آخر.
وشدد عصام زكريا: "يجب أن يكون هناك وعي للأبناء بقيمة الآباء، وعدم الوعي يرجع لأنه ليست هناك مؤسسة رسمية ترعى هذا الأمر، وليس هناك اهتمام رسمي بهذه المقتنيات، بحيث يشعر الجميع بأن الدولة تقدر هذه المقتنيات، وحين يقومون بالتبرع للمؤسسات يقوم الموظفون في هذه الأماكن ببيع بعضها، كما أن الأبناء حين يتبرعون بمقتنيات ذويهم لا يتم منحهم مقابلًا لهذا المقتنيات، وبالتالي يفضل الأبناء بيعها والتربح منها بديلًا عن عرضها، وبالتالي يجب على المؤسسات الرسمية أن تمنح مقابلًا لهذه المقتنيات لأصحابها، والنقود سترجع بشكل أو بآخر من عرض هذه المقتنيات.
واختتم زكريا: هناك مثل صعيدي يقول: "اللي مالوش كبير بيشتريله كبير"، وهذا مثل صادق، فالكثير من الدول تحب أن يكون لديها الكثير من الأرشيف وتدفع فيه مبالغ طائلة، ونحن لدينا هذا الأرشيف ونفرط فيه بكل هذه السهولة.