منظومة تكافح الفساد.. خبراء يكشفون لـ«الدستور» فوائد التصحيح الإلكترونى بالجامعات
في يوليو الماضي، وجَّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة تفعيل نظام التصحيح الإلكتروني بامتحانات الطلاب داخل جميع الجامعات المصرية، لمنع أي تجاوز في عملية التصحيح من قبل العناصر البشرية، إنصافًا لبناء قدرات حقيقية للمواطنين، ومكافحة الفساد داخل الجامعات، وأيضًا حصول الطلاب على فرص عمل يستحقونها.
وخضع أساتذة الجامعات إلى تدريبات موسعة ليتمكنوا من الاستفادة المُثلى من مميزات النظام الخاص بالتصحيح الإلكتروني للامتحانات، واستخدامه دون التعرض لأي معوقات، وبالفعل تم تطبيق النظام داخل كافة الجامعات المصرية، وشهد أيضًا نجاحًا كبيرًا في تيسير عملية تصحيح الامتحانات.
"الدستور" تواصلت مع أساتذة وخبراء التعليم داخل الجامعات المصرية، ليشرحوا لنا كيفية استخدام نظام التصحيح الإلكتروني للامتحانات، والفارق الكبير الذي أحدثه منذ تفعيله، وأيضًا الدور الذي لعبه في إنصاف حقوق الطلاب وعدم تعرضهم للظلم إطلاقًا.
عميد كلية الألسن بسوهاج: التصحيح الإلكتروني أنصف الطلاب
قال الدكتور صبري توفيق، عميد كلية الألسن بجامعة سوهاج، إن نظام التصحيح الإلكتروني للامتحانات يُعد أكبر دليل على تطور المنظومة التعليمية في مصر، بدءًا من الامتحانات الإلكترونية (البابل شيت) وصولًا إلى التصحيح الرقمي دون تدخل أي عنصر بشري، وذلك أنصف الطلاب بشكل كبير وأعطاهم جميع حقوقهم، فضلًا عن شعورهم الدائم بالراحة النفسية وعدم التعرض للظلم.
وأضاف: "في السنوات الطويلة الماضية، كانت تشهد نتائج الامتحانات معوقات عدة من حيث الأخطاء التصحيحية أو الظلم الواضح؛ ما جعل الطلاب يشعرون دومًا بالتهديد النفسي قبل خوض الامتحانات النهائية، ثم يتقدمون بآلاف التظلمات للتأكد من نتيجتهم الحقيقية، لكن كُل ذلك اختفى بمجرد إعلان المجلس الأعلى للجامعات عن تطبيق نظام التصحيح الإلكتروني".
وأشار عميد كلية الألسن بجامعة سوهاج، إلى نسبة الأخطاء في التصحيح الإلكتروني التي تُعد بسيطة للغاية، ولا تؤثر بشكل كبير في مصير الطلاب، فى النتائج جميعها اختلفت والوضع بأكمله أصبح سهلًا على الجميع، مؤكدًا أنه تم تفعيل نظام التصحيح الإلكتروني داخل جميع كليات جامعة سوهاج.
واختتم "توفيق" حديثه مع "الدستور"، موجهًا الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزارة التربية والتعليم على جهودهم في تطوير منظومة التعليم في مصر، وتوفير الوقت والجهد على الأساتذة ومصححي الامتحانات داخل الجامعات، والمساواة أيضًا بين جميع الطلاب المصريين وإعطائهم كافة حقوقهم في المسيرة التعليمية.
موظف بـ"الكنترول": التظلمات اختفت
من داخل غرفة "الكنترول" بجامعة طنطا، أوضح الأستاذ وائل عطا، مصحح الامتحانات سابقًا، أن النظام الجامعي بأكمله قد اختلف تمامًا منذ تطبيق نظام الاختبارات وتصحيحها إلكترونيًا، والذي أثبت أهميته داخل العديد من الجامعات المصرية، بعد أن أنقذ مصير الطلاب من الأخطاء البشرية وتوفير الوقت على المصححين.
تحدث عطا أيضًا عن الألاعيب التي كانت تحدث في الماضي داخل غرف "الكنترول"، قائلًا: "كان هناك موظفون يتلاعبون في نتائج الاختبارات بعد الاتفاق مع أهالي الطلاب مقابل مبالغ مادية مختلفة، وقد كُشف بعضهم وتم تحويلهم للتأديب ومنهم أيضًا من تم فصله عن العمل نهائيًا".
وأكد الموظف في حديثه لـ"الدستور"، أن نظام التصحيح الإلكتروني للامتحانات داخل الجامعات يهدف إلى وضع معايير واحدة لجميع الطلاب، من خلال وضع الأستاذ الجامعي المسئول عن المادة للإجابات المحددة لكل سؤال داخل الجهاز الإلكتروني، ومن ثم يتم تصحيحه تلقائيًا فور حل الامتحان من قبل الطالب، وذلك عمل على تحسين العلاقات بين الأساتذة المصححين والطلاب، وأصبح هناك ثقة كبيرة من الطلاب في نتائجهم الدراسية.
واختتم عطا: "بعد تصحيح الامتحان إلكترونيًا نعمل على استخراج التقارير التوضيحية لنتائج اختبارات الطلاب، والتي تعمل على قياس كفاءة الامتحان ومستوى الطلاب، فقد تغيرت مهمتنا كثيرًا في الآونة الأخيرة، لكنها أصبحت أسهل من ما قبل، ووفرت علينا الوقت كثيرًا".
أستاذ كلية التربية بالمنصورة: تأكدنا من نزاهة التصحيح الإلكتروني
روى سمير المصري، أستاذ التربية الرياضية بجامعة المنصورة، تجربة عملية خاضها بنفسه للتأكد من نزاهة التصحيح الإلكتروني للامتحانات داخل الجامعة، موضحًا: "في العام الماضي، تابعت كل كبيرة وصغيرة تخص التصحيح اليدوي للامتحانات، واكتشفت حينها أزمات كارثية تدمر مستقبل الطلاب؛ ما دفعني للتحقق بنفسي من التصحيح الإلكتروني".
واستكمل: "راجعت مع الطلاب جميع حلولهم للمواد بعد كل امتحان مباشرة، منهم من استطاع اجتيازها بالدرجة النهائية، ومنهم من ضيع سؤالا أو اثنين، وعند ظهور النتيجة الرسمية تأكدت من حصولهم جميعًا على الدرجات التي استحقوها دون حدوث أي خلل كما كان يحدث في الماضي".
قال المصري أستاذ التربية الرياضية بجامعة المنصورة، إن ذلك الموقف خلق لديه ثقة كبيرة في التصحيح الإلكتروني للامتحانات، ووجه نصيحته لجميع الطلاب بالثقة في نزاهة التصحيح الإلكتروني بعد أن تثبت منه بنفسه، مشيرًا إلى أن نسبة التظلمات داخل الجامعة اندثرت بشكل كبير بعد تطبيق النظام الجديد.
وفي ختام حديثه، وجّه سمير الشكر إلى وزارة التربية والتعليم والمجلس الأعلى للجامعات على تطوير العملية التعليمية في مصر، والحفاظ على حقوق الطلاب من الضياع، وتوفير أيضًا كافة التدريبات الإلكترونية للأساتذة والطلاب التي تساعدهم على مواكبة النظام الرقمي الجديد، مرجعًا الفضل إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أحدث ثورة تغيير رقمية منذ توليه حكم البلاد.