هل يجوز تحويل النية من الفرض إلى النفل أو العكس؟.. الإفتاء تجيب
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا يجوز تحويل النية من فرض لآخر، ولا من نفل لفرض، ويجوز من فرض لنفل، ومن نفل لآخر.
وأوضحت دار الإفتاء أنه من المقرر شرعًا أنَّ استحضار النية يكون قبل الشروع في الأعمال، فالنية شرط في صحة الصلاة عند بعض الفقهاء، وجعلها البعض رُكناً من أركان الصلاة، وأمَّا تحويلها في الصلاة فلا يجوز من فرض إلى فرض آخر ولا من نفل إلى فرض.
وأضافت أنه ذهب بعض الفقهاء إلى أن ذلك يبطل الصلاة من أصلها، وذهب بعضهم إلى أن الصلاة تنقلب بذلك إلى نفل، أمَّا تحويل النية من فرض إلى نفل، أو من نفل إلى نفل آخر؛ فإن ذلك جائز إذا وُجد عذر باتفاق، وذهب بعضهم إلى أنه يجوز ذلك وإن لم يوجد عذر.
وأوضحت دار الإفتاء أنه يجوز للمسلم أن ينوي نية صوم النافلة مع نية صوم الفرض، فيحصل المسلم بذلك على الأجرين.
وقال الحافظ السيوطي في "الأشباه والنظائر" (ص22) عند حديثه عن التشريك في النية: "صام في يوم عرفة مثلًا قضاءً أو نذرًا أو كفارةً، ونوى معه الصوم عن عرفة، فأفتى البارزي بالصحة والحصول عنهما. قال: وكذا إن أطلق- أي أطلق نية صوم الفرض- فألحقه بمسألة التحية" اهـ. والمقصود بمسألة التحية ركعتي تحية المسجد؛ قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب" (1/ 67): "وتحصل بركعتين فأكثر، أي يحصل فضلها ولو كان ذلك فرضًا أو نفلًا آخر، سواء أنويت معه أم لا؛ لخبر الشيخين: (إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ)، ولأن المقصود وجود صلاة قبل الجلوس، وقد وُجِدَت" اهـ.
فاستدل العلماء بذلك على جواز اندراج صوم النفل تحت صوم الفرض، وليس العكس؛ أي لا يجوز أن تندرج نية الفرض تحت نية النفل.