بسبب تغير المناخ.. واشنطن بوست: أوروبا بين الجفاف الكبير والفيضان العظيم

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن أوروبا والعالم بشكل عام، الآن يعيش في تداعيات تغيرات المناخ، واعتبرت الصحيفة أن أوروبا تعيش في مناخ يجمع بين الجفاف الكبير والفيضانات الشديدة.

تداعيات تغير المناخ 

وفقا للصحيفة فإن أوروبا الآن تعود للماضي، ولا تتجه للمستقبل بسبب ما تعانيه من تداعيات تغير المناخ، حيث أدى انحسار منسوب المياه في امتداد نهر الدانوب، ثاني أكبر نهر في أوروبا، إلى ظهور أسطول من السفن الحربية الألمانية التي تعود إلى الحقبة النازية والتي كانت لا تزال مليئة بالذخيرة غير المنفجرة، واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن أوروبا تشهد ما يبدو أنه أسوأ موجة جفاف منذ  ألف عام.

ونتيجة لجفاف الأنهار الذي وصل لمستوى قياسي في أوروبا، فقد ظهر جسر روماني مغمور يعود للقرن الأول بعد الميلاد في نهر التيبر الشهر الماضي، كما ظهرت جمجمة غزال عمرها 100000 عام وبقايا أسود وضباع ووحيد القرن، في بحيرة كومو الإيطالية بعد جفافها.

وفي إسبانيا، كشفت الأنهار عن نصب تذكاري من العصر الحجري الحديث يُعرف باسم ستونهنج الإسبانية، وقلعة رومانية، وكنيسة من العصور الوسطى.

وتعرضت أنهار أوروبا بشكل عام للجفاف وهو نذير شؤم، حيث كشفت المياه المتراجعة في أجزاء من وسط أوروبا عن "أحجار الجوع" القديمة، وهي علامات وُضعت على طول مجاري الأنهار التي تركها السكان المحليون قبل قرون كمرشدين إلى موجات الجفاف السابقة.

أما في الصين فهي الآن في قبضة أسوأ موجة جفاف لها على الإطلاق ، حيث جفت أجزاء من نهر اليانغتسي وأثرت على قطاعات من القطاع الصناعي في البلاد.

وفي هذه الأثناء، في غضون 5 أسابيع مضت، شهدت المدن الأمريكية سقوطا مذهلا للأمطار التي خلفت فيضانات تحدث مرة واحدة في عشرة او عشرين عاما.

وفي الصين أيضا، التي تعاني من الجفاف، شهدت مقاطعة تشينغهاي الغربية هطول أمطار غزيرة أدت إلى تغيير مسار بعض الأنهار و تسببت الانهيارات الأرضية والفيضانات في مقتل أكثر من عشرة أشخاص في وقت سابق من هذا الشهر.

الجفاف والفيضانات 

وقالت الصحيفة: في بعض الحالات، هناك صلة مباشرة بين الجفاف والفيضانات  حيث  تمتص التربة الماء في الواقع بشكل أفضل عندما تكون رطبة ، بينما تتساقط الأمطار الغزيرة في المناظر الطبيعية الجافة في المجاري المائية. وهذا يفسر سبب خوف الباحثين في وسط تكساس مما قد يحدث بعد أن كشف الجفاف عن آثار ديناصورات عمرها 113 مليون عام في مجرى نهر جاف.