شاهد قبر حنا مينه: «المرأة البحر.. ظمأ لم يرتو»
أوصى أن يكتبوا على شاهدة قبره عندما يرحل العمر وتبقى الرواية "المرأة البحر ظمأ لم يرتو"؛ فهو الذى قال فى لقاءاته الصحفية إن المرأة والمستقبل هما قضيته الأدبية وكذلك البحر، إنه الروائى السورى الراحل حنا مينه " 9 مارس 1924_21 أغسطس 2018)؛ والذى نحتفى بذكرى رحيله الرابعة اليوم.
بدأ تجربته الأدبية 1945 بكتابة القصص القصيرة التى نشرت فى الصحف والمجلات الأدبية السورية واللبنانية لكنه لم يجمعها وبعضها ضاع وهو غير اسف عليها، ولعل مرد ذلك يعود لكون شكل قصصه هو أسلوبه فقصصه ليست ذات حبكة درامية متينة أو مشوقة، ولو كتب كاتب عادى نفس القصة لما صمدت حتى لقراءة واحدة ولعل هذا نابع من إحساسه الفطرى العميق بالطبيعة وتأثره بها؛ حيث ان الطبيعة لديه هى تجسيد لكل شيء؛ حسبما يرى الكاتب والناقد رياض عصمت فى مقاله المعنون بـ"حنا مينه .. الحب والكرامة على أكياس الرمل" الذى نشر عام 1978 بمجلة الآداب.
الدكتورة بهيجة إدلبي فى حديثها عنه بمقاله نشرت بمجلة الشارقة الثقافية عام 2017 تحت عنوان "بقايا صور لن تمحى..حنا مينه وإيقاع البحر فى خطابه الأدبى"؛ قالت إن حنا مينه عرف فى حياته أشد البيئات تنوعاً وتبايناً وخاصة البيئات الشعبية فى المدينة والريف، كما يقول؛ عاش فى الموانىء وشارك العمال والصيادين والبحارة حياتهم ، واختلط بالمناضلين والثوريين وخبر التمايز الطبقى وأسهم فى النضال لأجل الاستقلال والحرية والعدالة، كان دائما يضع مرآة الحلم مرآة الواقع، وكان البحر عنده هاجساً إبداعياً يفرد ظله على خطابه الروائى لتصبح الكتابة لديه بحراً ، يموج فى الذات ، كما يموج المعنى فى العبارة، لأن أدبه بقدر ما كان استدراجاً للذاكرة من أصداء الزمن كان أيضاً طاقة فائقة كذاكرة للبحر.
من أبرز روايات حنا مينه عن البحر:"الشراع والعاصفة، حكاية بحار، المرفأ البعيد، البحر والسفينة وهي".