«مستعد للمعركة بكثير من الشك».. قصة باولو كويلو عن فلسفة الحياة والموت
"مستعد للمعركة ولكن بكثير من الشك"، هو عنوان لواحدة من قصص الكاتب العالمي الشهير صاحب رواية الخيميائي باولو كويلو، وهي قصة فلسفية تتحدث عن الحياة والموت، ويطرح الكاتب من خلالها عدة أسئلة هل الإنسان مكلف بأن يقتل الشر؟، وهل هذا يكون في صالح الحياة أم ضدها؟
- تفاصيل القصة
تبدأ القصة التي اتخذ لها باولو كويلو عنوانًا طويلًا، من إنسان يملك حديقة ولم يبين الكاتب لهذا الرجل اسمًا ولا دينًا ولا موطنًا، كناية عن أنه يمثل كل إنسان على وجه الأرض.
كان الرجل يحمل سلاحًا حسبما ذكر كويلو فى بداية القصة ليوحى الكاتب للقارئ أن هذا الشخص مستعد لدخول معركة حامية الوطيس، ثم يكشف لنا باولو كويلو عن أن بطل قصته لم يكن محاربًا بالمعنى المعروف بل كان رجلًا عاديًا يحمل معزقة وليس حربة، وأنه يدخل حديقته ولا يدخل أرض المعركة.
بدأ الرجل فى اقتلاع الحشائش الضارة من الحديقة كي تحيا الأعشاب النافعة ثم توقف ليطرح أسئلة فلسفية، ما ذنب هذه الأعشاب التي حملتها الرياح لتنبت فى حديقتى كى أقتلها؟ لماذا اقتلعها فتموت من أجل أعشاب أخرى ستعيش؟ ثم تخيل بطل القصة كلا النوعين من الأعشاب يتحدثان إليه، قالت له الأعشاب الضارة: لى الحق فى الحياة فلماذا تقتلعني؟، وقالت الأعشاب النافعة لو لم تقتلع الأعشاب الضارة ستتغذى علي وتقتلني رجاء اقتلعها، ترك الرجل معزقته وظل يفكر ويسأل نفسه أطيع أيهما؟
وكنت أود أن ينهى باولو كويلو قصته عند هذا الحد ليترك مساحة للقارئ كي يفكر فى إجابة السؤال، بعد أن ترك له الكاتب نهاية مفتوحة وسؤالًا يحتاج إلى إجابة، في النهاية قرر بطل القصة أن يرفع معزقته ليقتلع الأعشاب الضارة.
- الهدف من القصة
أراد باولو كويلو من قصته "مستعد للمعركة بكثير من الشك"، أن يقول إن العناصر الضارة فى الحياة لا بد وأن تستأصل كى تنعم البشرية بالخير والجمال، وأن يقول إن القهر والظلم والحقد والحسد أشياء لا بد وأن تنتزع من النفوس وتقتلع مثل اقتلاع الأعشاب الضارة في حديقة الرجل الذي يحمل معزقته.