رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أسرار وفضائح ورسائل».. تفاصيل ما كتبته الأرامل بعد رحيل الأدباء

تولستوي
تولستوي

لحسن حظ الرجال عمومًا أنهم يموتون قبل زوجاتهم، وبذلك تقع كل أعباء الحياة والندم والعيال فوق رؤوس الزوجات، ولكن لسوء حظ الأدباء -خصوصًا – أن زوجاتهم يعشن بعدهم، هكذا كتب أنيس منصور في مقال له جاء تحت عنوان "ما تكتبه زوجات الأدباء" واصفا أفعال الزوجات بعد رحيل الأدباء.

وأضاف “منصور” الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، حيث ولد في مثل هذا اليوم من عام 1924: “من الغريب أن زوجات الأدباء أطول عمرًا من كل الزوجات الأخريات”.

ويواصل في مقاله الذي نشر بمجلة الرسالة عام 1964: “عاشت زوجة ليو تولستوي بعده لسنوات وفضحته في مئات الصفحات، أما زوجة سقراط فلا هي كتبت حرفا واحدا ولا هو كتاب حرفا واحدا، ولكن شتائم سقراط وصلت عبر عشرات القرون، ولعنات زوجته ظلت تتردد في أذن التاريخ، وعلى أقلام المؤرخين لعنة لعنة”.

ويكمل: “والذي يقرأ ما كتبته زوجة د.ه. لورانس وهو الكتاب الذي صدر بعد وفاتها يتبين له أي سيدة هذه، أنها كانت مشغولة دائما بأن تكون زوجة، أي أن يكون زوجها زوجا فقط، ولكنه هو مشغول طول الوقت عن وظيفة الزوجية بوظيفة أكثر حيوية وجوهرية له، هي أنه أديب وفنان طوال الوقت، وزوجته تريد أن يكون زوجا طوال الوقت، وأديبا في أوقات الفراغ”.

وبقية صفحات كتاب أرملة د.ه. لورانس تضم موضوعات وملاحظات عن أسخف وأتفه ما في حياة زوجها، وهذا الذي أراه تافهًا، هو ما تراه الزوجة جوهريًا، وأنا أراه بعيني رجل وعيني أديب أيضًا، ولكن الذي أراه تافها تراه هي يستحق أن يودع في 300 صفحة.

ويتابع: "وما كتبته عشيقة بيكاسو بعد حياة 12 عاما معه لا يضيف للأدب، ويضيف إلى تعاسة الأدباء عمومًا من أن يعيشوا بلا زوجات، ومن أن يعيشوا مع زوجات أو مع أسوأ أنواع المؤرخين.

ويستطرد: “زوجة الاديب ترى زوجها من خلال متاعبها معه، وليس من خلال متاعبه هو مع عمله الفني، أو متاعبه عموما، فهي ترى الزوج وكانه ليس زوجا، فلا حياة اجتماعية له، ولا هو رقيق، ولا هو زوج ولا هو أب، وإنما هو صورة كربونية للزوج أو هو شبح للرجل الذي كانت تعرفه قبل الزواج، أو في الأيام الأولى للزواج”.