«إحداها لم يعلن عنها».. التفاصيل الكاملة لمحاولات اغتيال نجيب محفوظ
من المعروف أن نجيب محفوظ تعرض لمحاولة اغتيال وطعن في رقبته بسكين، وتفاصيل الأمر ترجع إلى أنه في 14 من شهر أكتوبر من عام 1995، تعرض نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال عن طريق ضربه بسكين في رقبته، وذلك على خلفية ما أثير حول روايته "أولاد حارتنا"، واتهامه بالكفر.
وذكر الكاتب الصحفي محمد سلماوي في كتابه "في حضرة نجيب محفوظ"، بعض التفاصيل عن الحادث، يقول: "أقدم شاب يدعى محمد ناجي على محاولة اغتيال «محفوظ»، وكان يعمل فني إصلاح أجهزة كهربائية وإلكترونية، حيث انضم قبل حادثة الاغتيال بأربع سنوات للجماعة الإسلامية، واعترف الشاب له، أنه حاول اغتيال محفوظ لأنه «ينفذ أوامر أمير الجماعة، والتي صدرت بناء على فتاوى الشيخ عمر عبدالرحمن".
محاولة اغتيال معنوي
يقول الكاتب الصحفي محمد الشاذلي، والذي صدر له منذ أيام كتاب "أيام مع نجيب محفوظ" عن هيئة الكتاب، أن هناك محاولة اغتيال معنوي كان الغرض منها تحطيم نجيب محفوظ.
وكانت محاولة الاغتيال في دعوى تفريق بين محفوظ وزوجته حركها محام - لم يقرأ الرواية - أمام جنايات المنصورة سنة 1995 بتهمة ازدراء الأديان في "أولاد حارتنا".
وسببت الأخبار الصحفية حول الدعوى ألما شديدا لمحفوظ، وكان في عامه الخامس والثمانين.. وقال إن روايته "ليست كافرة ولا أنا بكافر، ويزعجني أن أنهي حياتي في هذه السن في ساحات المحاكم، أنا الذي لم أدخل محكمة في حياتي".
ونجح السيد عوضين محامي محفوظ في إسقاط الدعوى لانتفاء شرطي المصلحة والصفة، وألزمت المحكمة المدعى بالمصروفات، وجرت محاولات عدة لنشر الرواية على طريقة النضال والمواجهة من دور صحف ونشر مصرية، كانت تُغضب محفوظ بشدة.. حتى تمكن ناشره الجديد "دار الشروق" من إصدارها بمقدمة للدكتور أحمد كمال أبوالمجد كما اشترط محفوظ قبل وفاته، تقديرا لمكانة المفكر الإسلامي الكبير".
محاولة اغتيال أخرى فاشلة
ولم ينته الأمر عند هذا الحد، ولكن كانت هناك محاولة فاشلة لاغتيال محفوظ ذكرها الكاتب الصحفي إبراهيم عبد العزيز في مقدمة كتابه "ليالي نجيب محفوظ في شيبرد".
يقول فيها: "لا أحد يعرف حتى الآن، ولا أظن أن أحدا يمكنه أن يعرف فى المستقبل تفاصيل قصة محاولة الاعتداء الجديدة على نجيب محفوظ والتي جرت وقائعها فى أواخر سنة 2005 – غير تلك المحاولة التي طعن فيها عام 1994 وكتبت له بعدها حياة جديدة – أما التفاصيل المتوفرة عن المحاولة التى أحبطها رجال الأمن ولم يعلن عنها، فقد حدثت عندما تقدم شاب إلى حراس بيت نجيب محفوظ يطلب مقابلته بزعم اطلاعه على كتاباته، وقد حاولوا صرفه خاصة بعد أن علموا منه أنه قد أتى بغير موعد سابق ولكنه أصر وألح ثم سلك سلوكا مريبا كان لابد من وقفه بالعنف حينما اندفع في فناء العمارة التى يسكنها نجيب محفوظ متجها إلى شقته فى الدور الأرضي، فتصدى له أحد أفراد الحراسة الخاصة وأوقعه أرضا وقام بشل حركته واقتيد مقبوضا عليه للتحقيق معه لمعرفة دوافعه وأسبابه، وقد رؤى عدم الكشف عن هذه المحاولة خاصة وأنها لم تتم، فضلا عما يمكن أن يترتب على الإعلان عنها من نتائج سلبية على الروح المعنوية لنجيب محفوظ وأسرته.