الكاتب سمير الفيل: التوجهات المتشددة سواء سنية أم شيعية تواصل تمددها
“الروايات لا تواجه بالمدية”، بهذه الكلمات استهل القاص سمير الفيل حديثه الخاص لــ “الدستور”، تعليقا علي تمدد الخطاب المتشدد وتواري خطاب الأدب والإبداع.
وأوضح “الفيل”: الطعنة التي تعرض لها سلمان رشدي هي في حقيقتها نفس الطعنة التي تعرض لها نجيب محفوظ، منذ سنوات ، وهي نتيجة الفتاوي التي ينفذها أشخاص موتورين خارج السياق الزمني للعصر.
لم يكن طه حسين أول من جوبه بمثل تلك الدعاوي العنيفة لكن المتناقضين معه عرضوا قضيته على القضاء فبرأته محكمة قاضيها مستنير، وأصبحت أوراق الدعوى لها قيمة ومعنى.
من قبله قتل، وسحل، وعلق على المشانق رجال متصوفة وعلماء لغة، وشعراء وكتاب سير ، رأوا أن الله قريب من الناس، هو أقرب إلينا من حبل الوريد، فاقتربوا من الجوهر، وتناسوا العرضي والعابر .
وأردف “الفيل”: الطعنة التي وجهت إلى عنق سليمان رشدي جاءت نتيجة فتوى رجل دين إيراني، متشدد، رأى عقاب كاتب على رواية ـ والرواية هي دائما أو في الغالب ابنة الخيال ـ تتحدث عن "آيات شيطانية" ، تسربت للنص المقدس منذ أزمنة بعيدة، وفي مقابل هذا التوجه هناك آلاف الكتب التي تصدر كل شهر لتعضيد التوجه الديني الملتزم.
ويمضي “الفيل” متسائلا: ما معنى أن تحاور بالخنجر، أو الرصاصة، وهناك الحوار والمداخلة والكتاب البديل.
يبد أن التوجهات المتشددة ـ سواء سنية أم شيعية ـ تواصل تمددها عبر البحار والمحيطات، فالروائي كان يهم بإلقاء محاضرته في " نيويورك" ، وطعن في عنقه، أي أن الأفكار عابرة للقارات. وقد تم نقل المجني عليه بالطائرة الهليكوبتر لإحدى المستشفيات، لتلقي العلاج .
ينتمي رشدي لأسرة هندية مسلمة ، وصدرت روايته عام 1988 ، ومن يومها ، وهو يواجه خطر الموت، وينتقل من بلد إلى آخر في تكتم وسرية.
ولفت “الفيل” إلي أنه: فكرة مواجهة الروايات او الأبحاث النقدية، أو تحقيق السير بالمدية لا نجدها سوى في الشرق العربي ، أو منطقة الشرق الأوسط ، حيث السلطات المطلقة لرجال الدين ، بأشكال مختلفة.