الناقد السينمائى عماد النويرى: نور الشريف كان متجاوزًا لمسألة اختلاف الأديان
نور الشريف فنان ذو نكهة خاصة، فنان من طراز فريد، ففي كل ما قدمه عبر مشواره السينمائي والفني الذي أنهاه في مثل هذا اليوم من العام 2015، ترك بصمة مميزة مغايرة عن أي فنان آخر.
نور الشريف، ذو الألف وجه، قدم عبر مسيرته الإبداعية، العشرات من الشخصيات والأنماط الإنسانية التي ما زالت تسكن وجدان ووعي المشاهد العربي والمصري خاصة، فقد قدم نور الشريف قضايا شائكة قد يتردد أي فنان آخر ويفكر ألف مرة قبل أن يقدم عليها، فهو ضعيف الشخصية يبحث عن هدف في "السراب"، وهو المنكر لوجود الله في "الإخوة الأعداء"، وهو الذي خاض تجربة فريدة من نوعها في أكثر من عمل له، وربما يكون الفنان الأول الذي أقدم على تقديم هذه الشخصيات، خاصة في عمليه السينمائيين: "لقاء هناك"، و"الاعتراف الأخير".
يبدأ فيلم "لقاء هناك" للفنان نور الشريف، بمشهد لإفطار رمضاني يضم عائلة مرقص وزوجته وابنته إيفون٬ وعائلة سلطان الذي تجمعه صداقة عمر بمرقص، تعزم أم عباس ضيوفها قائلة: يا جماعة كلنا صايمين والصايم مش عاوز عزومة٬ فترد عليها أم إيفون: اتعشينا وصومنا والمسيح الحي ما اتسحرنا.
أما فيلم "الاعتراف الأخير"، فتدور أحداثه حول أدهم الذي يفقد زوجته درية إثر حادث تحطم سيارتها، فتنقلب حياته إلى جحيم، يرفض موت زوجته، ويهيم على وجهه في الملاهي الليلية، إلى أن تظهر له سميرة والتي تحاول أن تنعش ذاكرته عمن تكون وكيف زاملاته في الدراسة الجامعية وكانت تحبه لكنه كان لا يشعر بها، لنكتشف في نهاية الفيلم أن سميرة متوفاة، وفي اللحظة التي يكتشف أدهم أنه كان يحبها بالفعل يدرك أنها ميتة، عندما تتركه وتدخل إلى المقابر ولا تخرج، وعندما يطول الوقت بأدهم منتظرًا، يدخل للبحث عن سميرة ليكتشف أنها كانت طيفًا لحبيبته التي أضاعها مرتين، وتتصدر نهاية الفيلم مشهد للمدافن المسيحية التي دفنت فيها سميرة، التي أخلصت لأدهم دون زوجته التي خانته وظل مخدوعًا فيها ولم يعرف بخيانتها له إلا في النهاية.
ــ نور الشريف كان متجاوزًا لمسألة اختلاف الأديان
وحول إن كان الفنان نور الشريف أول من قدم صورة الشخصية المسيحية في السينما المصرية من خلال فيلمه "الاعتراف الأخير" بشكل أعمق من خلال طرح العديد من الأسئلة، قال الناقد السينمائي عماد النويري في تصريحات خاصة لــ "الدستور": يمكن أن نعتبره كذلك بالفعل، لأن تعامل أدهم بطل الفيلم مع سميرة حبيبته تجاوز حدود اختلاف الأديان، لكنه وللأسف كان حبًا مستحيلًا، حيث كان بين إنسان من لحم ودم أدهم وشبح سميرة، وهي إنسانة غير موجودة في الحقيقة.
وعما إذا كان فيلم نور الشريف "لقاء هناك" استئنافًا حول رؤيته لعنصري الأمة المصرية المسيحيين والمسلمين، أوضح النويري: أعتقد أن الموضوع لم يكن ممنهجًا أو مقصودًا للخوض في مسأله اختلاف الأديان، وربما كانت مصادفة أن نور الشريف يلعب دوري أدهم في "الاعتراف الأخير"، وعباس في "لقاء هناك"، لكن بشكل عام نور الشريف كان متسامحًا ومتجاوزًا في مسألة اختلاف الأديان بشكل عام.