نقص دواء «ديباكين 500» يهدد مرضى الصرع.. والدولة تتدخل سريعًا
انتشرت عدة شكاوى من مرضى الصرع والكهرباء الزائدة في المخ تفيد نقص علاجهم الرئيسي بالصيدليات، وهو أقراص ديباكين 500 كورونو مما يشكل أزمة كبيرة لهم، تهدد حالاتهم بالتدهور وعودة حالات التشنج ونوبات الصرع الخطرة.
في "الدستور" تواصلنا مع عدد من الصيدليات بمحافظات مختلفة للكشف عن حقيقة وجود أزمة فعليًا من عدمه.
أزمة قائمة بالفعل
تبين بالفعل وجود أزمة في توافر الدواء وذلك حسب تأكيد عدد من الصيدليات في كل من محافظة القاهرة والجيزة والقليوبية، وسوهاج، إذ أوضح الصيادلة بها أن الأزمة بدأت منذ شهرين تقريبًا، وليس لديهم علم تحديدًا عن أسبابها، كما أكدوا أنهم طالبوا شركات التوزيع كثيرًا بكميات منه نتيجة اعتماد كثيرًا من المرضى عليه إلا أنها لم توفيهم بهذه الكميات.
وبالسؤال عن بدائل الدواء تبين نقصانها هي الأخرى، كما أكد عدد من الصيادلة أن مريض الصرع اعتاد على تناول دواء بعينه وهو الذي جعل حالته تستقر بعد معاناة حدوث النوبات وما يترتب عليها، ومن الصعب إقناعه بتناول دواء آخر.
المرضى خائفون من عودة النوبات
وبالفعل تبين أن مخاوف عدة انتابت مرضى الصرع والكهرباء الزائدة بالمخ نتيجة هذا النقص من استمرار هذه الأزمة التي لحقت بدوائهم الرئيسي المُخصص لتوقيف نوبات التشنج لديهم، وهذا ما أكده أحمد سمير أحد المرضى "للدستور" موضحًا أنه يتناول قرصين من دواء ديباكين كورونو 500 وذلك حسبما وصف له طبيب المخ والأعصاب المتابع لحالته، وهو مستمر على هذه الجرعة منذ عدة سنوات وهي الجرعة التي تسببت في استقرار حالته كثيرًا وتوقف النوبات.
وتابع أنه في حال لم يلتزم بالجرعات المُحددة من الدواء تعود له "الحالة" مما تسبب له في العديد من الأضرار كاد فيها أن يفقد حياته وذلك لأنه يعاني من نوبات صرع كبرى.
وأشار إلى أن هذا ما يقلقه في حال إذا استمرت أزمة نقص الدواء من أين إذا أن يأخذ الدواء الوحيد القادر على وقف أزمة نوبات الصرع التي تهاجمه، موضحًا أنه يصرف العلاج من خلال التأمين الصحي التابع لعمله ولولا أن علاجه يُصرف بشكل زائد قليلًا عن الكمية التي يحتاجها ما كان قد توافر معه حاليًا بضع أقراص من الدواء ولكن "مسيرها تخلص" - على حد قوله.
50 مليون شخص حول العالم مريض صرع
الصرع هو مرض مزمن غير سار يصيب الدماغ ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويعاني نحو 50 مليون شخص حول العالم من الصرع، ممّا يجعله واحداً من أكثر الأمراض العصبية شيوعاً على الصعيد العالمي.
أما النوبة الصرعية فتعرف بأنها اضطراب كهربائي مفاجئ في الدماغ لا يمكن السيطرة عليه كما يمكن أن تُسبِّب النوبة تغيُّرات في السلوك أو الحركة أو المشاعر، وكذلك في مستويات الوعي.
ويعيش 80% من المُصابين بالصرع تقريباً في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، كما أن التقديرات تشير إلى أنه بمقدور نسبة تصل إلى 70% من المُصابين بالصرع أن يعيشوا حياة خالية من النوبات إذا شُخّصت حالتهم وعُولجوا كما ينبغي.
وتعد خطورة الوفاة المبكرة بين المُصابين بالصرع أعلى منها بثلاث مرات بين عامة السكان، وتبين أنه لا يحصل نحو ثلاثة أرباع المُصابين بالصرع الذين يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل على العلاج الذي يلزمهم.
الديباكين العلاج الوحيد المٌكافح لعلاج نوبات الصرع
ودواء "الديباكين" يعد هو العلاج الوحيد الذي يكافح نوبات الصرع، لكنه لا يشفي من مرض الصرع نفسه، إنما هو دواء مساعد من الممكن أن يوقف النوبات أو يقلل من تكرارها من خلال التحكم في الكهرباء الزائدة في الدماغ.
ويستخدم هذا الدواء كذلك في علاج الاكتئاب ثنائي القطب (حالة تتميز بتناوب نوب من الهوس ونوب من الاكتئاب)، كما يستخدم لمنع نوبات الصداع النصفي (وليس لعلاج النوبة أثناء حدوثها).
وقد يستخدم لعلاج نوبات العدوان عند الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه.
وهو دواء مستورد تنتجه شركة سانوفي""SANOFI SYNTHELABO
رئيس لجنة الصيدليات في النقابة العامة: الأزمة بسبب شركات التوزيع
الدكتور ثروت حجاج رئيس لجنة الصيدليات في النقابة العامة للصيادلة أوضح "للدستور" أن السبب في نقص دواء "ديباكين" بالأسواق أولًا هو ارتفاع سعره في منشأه، وفي نفس الوقت تداوله في مصر بنفس السعر وهو الأمر الذي لا يرضي المستورد، وبالتالي أصبح يستورد كميات قليلة إذ أنه لا يحقق مكسبًا من هذا الاستيراد.
وتابع ثروت أن السبب الثاني هو عدم العدالة ببعض شركات التوزيع والتي تتعمد توزيع كميات الدواء" حتى ولو كانت قليلة" على بعض الصيدليات الكبرى وسلاسل الصيدليات التي تربطها بها المصلحة، أما الصيدليات الصغيرة والتي ينتفع بها ملايين المرضى فلا يقع من نصيبها شئ مما يشعر المريض بالأزمة ويفاقم منها حتى ولو كانت صغيرة.
لذا طالب رئيس لجنة الصيدليات في النقابة العامة للصيادلة بضرورة الرقابة على توزيع الأدوية لتوفير مثل هذه الأدوية الرئيسية والضرورية في علاج الكثير من المرضى.
حل الأزمة
رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية: الدواء متوفر بصيدلية الإسعاف ويُصرف بروشتة
من جهة أخرى، أكد الدكتور علي عوف رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية أن بالفعل أزمة نقص دواء ديباكين 500 قائمة مرجعًا ذلك إلى الحرب الروسية الأوكرانية، وما ترتب عليها من ضغط في الطلب على كل السلع والمنتجات ومن بينها الأدوية وفي نفس الوقت صعوبة ظروف هذا الإنتاج مما يقلل الكميات المنتجة، وبالتالي يقلل الشحنات التي تصدرها الدول المنتجة لهذا الدواء إلى الدول الأخرى.
وتابع عوف أن وزارة الصحة المصرية تحركت سريعًا لحل هذه الأزمة من خلال توفيرها للدواء في صيدلية الإسعاف، مؤكدًا أن الصرف يستلزم "روشتة" كما يستلزم صورة البطاقة الشخصية للمريض، وذلك لضمان التحكم في كميات الدواء الموزعة وعدم خلق سوق سوداء له، كما أكد توافره بنفس السعر فيها حتى الآن وهو 75 جنيهًا للعبوة.
أما عن نهاية هذه الأزمة أوضح رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية أنه غير معلوم إلى الآن متى تنتهي، مُشيرًا إلى أن الدولة تسعى بكل جهودها إلى حل تلك الأزمة وعدم شعور المرضى بها.