«ضيف مش تقيل فاستحملونى يومين».. هكذا توقع عبدالله صبرى موته فنعى نفسه
في يوم 5 أبريل من هذا العام، كتب الشاعر عبدالله صبري على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يقول: "
ضيف مش تقيل
فاستحملوني يومين واصومهم لو لَزَم
لا ف ضحكي نشوة لانتصار
ولا دمعي دمع اللي انهزم
أنا مسخ من عالم حياد
وعلى الحياة فجأة اتعزم
كان نفسي ما اظهرشي بملامحي المرعبة
وما اخضكمش
لكن منين أقلب بشر
والدنيا بتمطر جزم؟
وربما بعد موت عبدالله صبري في ساعات مبكرة من صباح اليوم، ما يمنح هذه الأبيات القليلة تأويلا مغايرا لما تم في أول مرة كتبت فيها، فبالنسبة للشعراء والقراء الذين تابعوا نشر هذه الأبيات لم يتعد الأمر كونها صورا شعرية تحمل دلالة خاصة، وفي نفس الوقت تنم عن حالة شعرية تتملك العديد من الأفراد، مثل المثل الذي يقول "كلنا ضيوف على ظهر البسيطة"، وبالتالي راحت قراءاتهم للنص لا تخرج من حيز الإبداع والشعر، جمل مركزة ومليئة بالصور.
وبعد موت صبري اختلف الأمر، وراح البعض ينظر إلى أبياته ويعتقد أنها كانت نبوءة مسبقة بالرغم من أن كل الشعراء كتبوا عن الموت وموتهم بالأخص، وأحيانا موت الشاعر فيهم.
وسواء هذا أو ذاك، لا يخلو الأمر من رؤية استباقية لتوقع فعل الموت، وهو ما أكده معظم الشعراء الذين تناقلوا أبيات عبدالله صبري على صفحاتهم، كأن هذه الأبيات تشرح فعل الموت وتريحهم قليلا؛ لأن توقع الموت ولو بالبديهة أو الاستشراف يمنحهم وجعا أقل.
أما عن عبدالله صبري فهو شاعر مصري ولد في 19 نوفمبر من عام 1983، حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وهو عضو في جماعة التكية الأدبية، عضو جماعة المحروسة الأدبية، عضو ملتقى ضفاف الثقافي، نشرت قصائده في العديد من الصحف والدوريات المصرية والعربية.
شارك عبدالله صبري في العديد من الأمسيات والندوات والمهرجانات الأدبية في مصر وخارجها، صدر له (جناحات حديد) ديوان شعر بالعامية، (دستور الحاجات) ديوان شعر بالعامية المصرية.
فاز عبدالله صبري بعدد من الجوائز الأدبية منها جائزة ساقية الصاوي لشعر العامية 2010، جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية (المسابقة المركزية) 2011، جائزة مسابقة لجنة الشباب باتحاد كتاب مصر ( شعر العامية ) 2012.