بعد اغتيال «الظواهري».. كيف سيرد تنظيم القاعدة على الغرب لإثبات وجوده؟
أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري كانت مثيرة للإعجاب، إلا أنها لا تمنع التهديد الإرهابي من أفغانستان.
وتابعت المجلة أن اغتيال زعيم القاعدة أيمن الظواهري، أحدث موجات من الصدمة في جميع أنحاء مجتمع الأمن القومي الأمريكي بعد أن عرض الرئيس الأمريكي جو بايدن تفاصيل الضربة الصاروخية التي قتلت الظواهري، بينما كان يقف على شرفة منزل آمن حيث كان يقيم في وسط العاصمة الأفغانية، كابول، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأضافت أن موقع الظواهري وحقيقة أن مكانه كان معروفا لدى كبار مسؤولي حركة طالبان و"شبكة حقاني" الذراع العسكري لطالبان، يعد دليلا آخر على أن طالبان و"شبكة حقاني" والقاعدة لا يزالون يشكلون ثلاثيًا إرهابيًا، التي لم تقطع طالبان العلاقات معهم ولم تنوي قطع علاقاتها أبدًا، على الرغم من بنود اتفاقية الدوحة لعام 2020 التي ساعدت في وصول طالبان إلى السلطة العام الماضي، وبموجب هذا الاتفاق تعهدت طالبان بعدم السماح لأفغانستان بأن تصبح ملاذا للإرهابيين الدوليين.
- ما هي العلاقة بين طالبان والقاعدة؟
ووفقًا للمجلة الأمريكية، فإنه نظرًا لصعود تنظيم داعش في مقاطعة خراسان الأفغانية، وهو التنظيم الذي تقاتله حركة طالبان، فإنها بحاجة إلى القوة البشرية لتنظيم القاعدة لمحاربة تنظيم داعش على طول الحدود الأفغانية الباكستانية، مما يجعل الانقسام أقل احتمالًا، كما أن "القاعدة"، بدورها، بحاجة إلى طالبان للحفاظ على ملاذ يمكنها من خلاله إعادة بناء شبكتها وقدراتها الهجومية الخارجية.
وتابعت أن البعض رفض منح مقتل الظواهري أهمية كبرى ووصفه بأنه أمر تافه، واصفين إياه بأنه "غير ذي صلة بالفعل" وأشاروا إلى أن موته سيكون له تأثير ضئيل نسبيًا على الحركة المتطرفة العالمية، لكن هذا التحليل يتجاهل الدور الحاسم الذي لعبه الظواهري في الحفاظ على تماسك القاعدة، بينما كان "الظواهري" يتعرض للسخرية منذ فترة طويلة بسبب افتقاره إلى الكاريزما، فإن الكثير من الانتقادات الموجهة إليه هو أنه، على الرغم من أنه كان يفتقر بالتأكيد إلى كاريزما أسامة بن لادن، فقد عمل خلف الكواليس لتكوين إجماع بين فروع القاعدة وفروعها ومجموعات الامتياز.
وأضافت "فورين بوليسي" أنه عندما قُتل "بن لادن" في مايو 2011 في أبوت آباد، باكستان، أمسك "الظواهري" بزمام التنظيم في خضم الاضطرابات التي سببتها ثورات الربيع العربي، وقاد التنظيم الإرهابي خلال هذه الفترة المضطربة وتمكن في الغالب من الحفاظ على المجموعة متماسكة خلال التحدي الهائل الذي شكله صعود تنظيم داعش.
- كيف سترد القاعدة على اغتيال الظواهري؟
وبحسب المجلة الأمريكية، فإن عملية القضاء على الظواهري لا تلغي التهديد المستمر المنبثق من أفغانستان، ووفقًا لإدارة بايدن، فحتى بعد وفاته ستتبع القاعدة تعليماته وهي استمرار شن هجمات على الولايات المتحدة، وإعطاء الأولوية للولايات المتحدة كعدو أساسي للقاعدة.
وعلى الرغم من أنه لم يتم تنفيذ أي من هذه الهجمات خلال عهد الظواهري، فقد يكون زعيم القاعدة التالي أكثر نجاحًا في حث أتباع الجماعة وإلهام المتطرفين العنيفين المحليين الذين يعيشون في الغرب، حيث عانت كل من القاعدة وتنظيم داعش لسلسلة انتكاسات وخسائر لشخصيات بارزة على مدار العامين الماضيين، ولإعادة تأكيد الهيمنة على الحركة الجهادية العالمية ، ما زالت الجماعتان تكافحان لمهاجمة الغرب.
وتابعت المجلة أنه إذا بقيت طالبان في السلطة في أفغانستان وظلت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالقاعدة، كما يتوقع العديد من المراقبين، فإن احتمال وقوع هجوم كبير في الغرب يمكن أن يصبح مرة أخرى حقيقة واقعة، مما يعيد عقارب الساعة إلى الوراء من عام 2022 إلى ما قبل هجمات 11 سبتمبر في أفغانستان ، وهو الأمر الذي قد يحول أفغانستان مرة أخرى إلى دولة فاشلة تشكل تهديدًا للأمن العالمي.