مَن هو الخليفة المنتظر للظواهرى فى «القاعدة»؟
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الإثنين، عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري، في غارة جوية في أفغانستان.
واستهدفت طائرة مسيرة الظواهري في عملية أشرف عليها جهاز الاستخبارات الأمريكية في العاصمة كابول.
وأكد «بايدن» أن الظواهري مارس القتل والعنف ضد الأمريكيين، لافتًا إلى أن العدالة قد تحققت الآن.
مصير تنظيم القاعدة عقب مقتل الظواهرى
عقب مقتل الظواهرى، دارت الكثير من التساؤلات عن وضع تنظيم القاعدة في الوقت الحالي، إذ ما كان سيتراجع وتحل محله تنظيمات إرهابية أخرى قوية مثل داعش الإرهابي، ومن هم أبرز المرشحين لخلافة الظواهرى في قيادة القاعدة.
وأكد مسئولون أمريكيون أن تنظيم القاعدة رغم أنه لا يزال يمثل تهديدًا، إلا أنه في تراجع شديد وفي حالة ضعف، ولعل مقتل «الظواهري» مؤثر جدًا؛ لتنظيم القاعدة الذي لا يزال يعتنق فكر الإرهاب العابر للحدود، والعداء للولايات المتحدة والغرب.
كما أن مستقبل القاعدة أصبح غامضًا، وخاصة بسبب حالة الانقسام التى يشهدها التنظيم الإرهابي، بجانب الافتقار إلى قيادة قوية بسبب مقتل أغلب القادة، كما أن مستقبل القاعدة متوقف أيضًا على من سيخلف الظواهري ورؤيته وموقفه.
كما لفت مقتل الظواهري إلى الأهمية المستمرة التي تمثلها أفغانستان، وخاصة أن هناك مخاوف من أن تجد الجماعات مساحة أكبر للعمل، وأن تجد ملاذًا آمنًا مع عودة طالبان للسيطرة.
وجاء مقتل الظواهري بعد حوالي عام من الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من أفغانستان بأمر بايدن، مما وضع نهاية للوجود العسكري الأمريكي في البلاد بعد أن استمر لعشرين عامًا.
وبموجب اتفاق السلام الذي عقدته واشنطن مع حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان، وافقت الحركة على ألا تسمح لتنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات المتشددة بممارسة أنشطتها في المناطق الخاضعة لسيطرة طالبان.
من سيخلف الظواهري في قيادة القاعدة؟
عقب مقتل الظواهرى، برزت أسماء جديدة على طاولة الخلفاء المحتملين لأيمن الظواهرى، أبرزهم سيف العدل المصري، الملقب بـ«سيف الانتقام»، وعبدالله أحمد عبدالله الملقب «أبومحمد المصري».
«سيف الانتقام» مصري من المنوفية
وسيف العدل هو محمد صلاح الدين زيدان، ولد في محافظة المنوفية عام 1960، تورط في محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري حسن أبوباشا، وتم القبض عليه عام 1987 قبل أن يطلق سراحه لعدم كفاية الأدلة، ليهرب إلى السعودية، ومنها إلى السودان، ثم إلى أفغانستان عام 1989؛ ليقرر أخيرًا الانضمام إلى صفوف تنظيم القاعدة.
وتردد اسم «سيف الانتقام» على نطاق واسع، حينما سرت شائعات بوفاة الظواهري، نفاها عدة مرات، حتى تأكد مقتله بغارة أمريكية في كابول.
وقالت صحيفة ديلي ميل إن الزعيم الجديد المحتمل للتنظيم تعهد بإعادة التنظيم إلى سابق عهده كأيام زعيمه الراحل أسامة بن لادن.
وتبحث العديد من وكالات الاستخبارات في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة عن «سيف الانتقام»، كما وضعت مكافأة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي لضبطه.
وشارك «سيف الانتقام» في أنشطة القاعدة منذ حوالي 30 عامًا، وقد رصدت مكافأة قدرها 7.5 مليون جنيه إسترليني، لمن يقتله بعد تفجيرات السفارة الأمريكية في نيروبي ودار السلام عام 1998، والتي خلفت 224 قتيلًا.
كما كان عضوًا قياديًا في وحدة الحماية المباشرة التابعة لبن لادن في أفغانستان، وأطلق عليه اسم «الحرس الأسود».
وأفادت تقارير بأن سيف الانتقام يسعى إلى بناء علاقات مع داعش وإيران وطالبان أفغانستان.
أبومحمد المصري
عبدالله أحمد عبدالله، الملقب أبومحمد المصري، هو نائب الظواهرى، ويعتبر من المؤسسين الأوائل لتنظيم القاعدة، وعمل كخبير لصناعة المتفجرات، وشغل لفترة طويل مسئولية اللجنة الأمنية لتنظيم بن لادن، كما كان مسئولًا لفترة طويلة عن معسكر الفاروق، المعني بتدريب العناصر الجهادية الجديدة، كما كان عضوًا بالمجلس الاستشاري لتنظيم القاعدة.
كما يرتبط أبومحمد المصري بعلاقة مصاهرة مع أسامة بن لادن، حيث تزوج حفيدته من حمزة بن لادن.
واتهم المصري بالإشراف المباشر على تفجيرات السفارات الأمريكية في إفريقيا 1998، كما ارتبط اسمه بهجمات الرياض 2003.