فى ذكراه .. الأخطل الصغير غنى له عبد الوهاب «جفنه علم الغزل»
الأخطل الصغير أو بشارة عبد الله الخوري، شاعر لبناني رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم من العام 1968. رائد من رواد الأدب الحديث، حيث شكل حلقة الوصل بين القديم والجدي. تميزت أشعاره بالغنائية مما رشحها للغناء عبر أصوات قمم الغناء العربي في النصف الأول من القرن العشرين.
فقد غني للشاعر بشارة عبد الله الخوري ــ الأخطل الصغير ملك العود الفنان فريد الأطرش، حيث غني من قصائده: “عش أنت” و “أضنيتني بالهجر”، كما غني له موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، واحدة من أشهر وأعذب أغنياته، ألا وهي “جفنه علم الغزل”. كما غنت له جارة القمر كأغنية “يا عاقد الحاجبين”، و أغنية “يبكي ويضحك”، وغنت له أسمهان ووديع الصافي وغيرهم.
لقب بشارة الخوري بعدة ألقاب منه: الأخطل الصغير بلقب “أمير شعراء العرب”، شاعر الرماح والجراح، وشاعر الحب والهوي. كما كان له العديد من المواقف المناهضة للحكم العثماني في منطقة الشام. فمن المأثور عنه فرحه الشديد في سقوط حكم السلطان عبد الحميد، كما دعا إلي مناهضة الانتداب الفرنسي علي بلده لبنان.
ــ مواقف الأخطل الصغير الوطنية
أما مواقف الشاعر الأخطل الصغير السياسية والوطنية، فقد عرف عنه مواقفه التي لم تتحيز إلي دين أو مذهب طائفي، بل كان دوما يدعو إلي التكاتف والتضامن في مواجهة الأخطار، خاصة تلك المتعلقة بالطائفية المذهبية.
كما كان للشاعر بشارة الخوري أو الأخطل الصغير، مواقف عروبية والقضايا العربية كانت تشغل حيزا كبيرا في روحه وعقله، فقد غني لمصر، وسوريا، ولبنان، أما فلسطين فقد كانت في قلبه وعقله ذات مكانة خاصة.
يصف المؤرخ الأدبي “فؤاد صروف” وطنية بشارة الخوري قائلا: "إن أخطلنا ــ الأخطل الصغير ــ قد قضي قرابة نصف قرن وهو يتخذ من عبقريته الشعرية، مزهرا يطرب به ويلهم، وبوقا ينفخ به هدير الدعوة إلي المجد والخير، فيثير الهمم الراكدة، ويكوكب المطامح العظيمة، وديوانا للأحداث والرجال يصور ويؤرخ، حتي استوي علي الذروة، صداما وتصويرا وإنذارا وحكمة صافية، وحتي صار المثول أمامه، كالخشوع في معبد، أو الانبهار في متحف للروائع.
ــ من هو الأخطل الذي نسب إليه بشارة الخوري؟
نسب الشاعر بشارة عبد الله الخوري، إلي الشاعر الأموي “الأخطل التعلبي”. ولد في قرية “إهمج” اللبنانية، وتلقي تعليمه الأولي في كتابها، ومن ثم استكمل مراحل تعليمه في مدارس الفرير. أسس في العام 1908 جريدة “البرق” والتي استمرت في الصدور حتي العام 1933 إذ أغلقتها سلطات الانتداب الفرنسي. ظهرت موهبته الشعرية مبكرا وسرعان ما ذاع صيته في لبنان والوطن العربي.
تميز شعر بشارة عبد الله الخوري أو الأخطل الصغير بالغنائية والتجديد في القصيدة الكلاسيكية. كما مزج بين الفصحي والعامية في تجربة فريدة كأغنية “يا ورد مين يشتريك” والتي غناها محمد عبد الوهاب
قاوم الاستعمار الفرنسي، وأسس حزب “الشبيبة اللبنانية”. وانتخب نقيبا للصحفيين في لبنان عام 1928. كما انتخب رئيسا لبلدية “برج حمود” عام 1930. تمت مبايعته أميرا للشعر العربي في العام 1961 وذلك خلال تكريمه في قاعة الأونيسكو ببيروت.
ومن أشهر دواوين بشارة عبد الله الخوري أو الأخطل الصغير، ديوان “الهوي والشباب”، والصادر عام 1953، ديوان “شعر الأخطل الصغير”، ونشر في العام 1961.