يوسف صديق فى رسالة لزوجته: «حاولت الموت وسوء الحظ حالفنى»
ثورة 23 من يوليو مازال صداها يطن على مدى 70 عامًا منذ اندلاعها، ومازال أبطالها يشغلون جانبا كبيرا من اهتمامتنا من أحاديثنا اليومية، والحديث عن يوسف صديق أحد أبرز قادة ثورة 23 يوليو حديث ذو شجون فهو القائد العسكري ومنقذ الثورة، والمبدع، وهذا ما سنجده في العديد من رسالته لزوجته في التقرير التالي رسالة يوسف صديق لزوجته.
"توحيدة، مضت من حياتي سنوات طويلة لم أتناول فيها القلم لأكتب به في سلاسة من نبع العاطفة الثائرة التي حركها محرك قوي أثار كوامنها وحرك تحائفها.. وانتهت هذه الفترة الطويلة من الركود بوصول خطابك الأخير.
لأول مرة منذ عهد طويل أقرأ شعورًا مسكورًا يحر من مشاعري ما ينتزع الدمع من هذه العيون الجامدة.
لقد أبكاني جوابك كثيرًا وأضحكني طويلًا، وبكيت لأعصابك التي تحطمت منذ حيرة استولت عليك من غموض موقف الرجل الي يضجعك أن يكون باس ثم على هذا الرحل الذي ارف كل لحظة آسى مرت به في أيامه الأخيرة.
لقد مرت بي لحظات كثيرة يا توحيدة كنت أُعرض نفسي فيها للموت لأستريح ولكن سوء الحظ حالفني حتي حين طلبت الموت، وجاء خطابك كالسحر راقبًا وشافيًا وكم أسعدني أن أريفي ظلمات الحياة العاصفة نور ذلك العطف الفياض الذي انبعث من قلب طاهر ليدلني على أن هناك بين الناس قلب يكن لي من العطف ما يخفف وطأة احداث الزمان الذي طالما عطفت على أهله ولم أجد لي بينهم من العطف علي، ولقد كانت أشد لطمتي في الحياة من أكثر الناس الذي أعطف عليهم وأحبهم.
على أنني مازلت بخير وأشكر لك هذا العطف وأشكر لحافظ بك عناية بأولادي وسلامي له ولأهل منزله وقبلاتي لك وللأولاد والسلام الخاص للوالدة الكريمة ونسألها الدعاء والسلام".