موسكو تتعهد بالرد بعد تصديق القضاء الأوروبى على تعليق «روسيا اليوم - فرنسا»
تعهّدت موسكو، مساء اليوم الأربعاء، بعرقلة عمل وسائل الإعلام الغربية على أراضيها، رداً على تصديق القضاء الأوروبي على تعليق بث قناة "روسيا اليوم - فرنسا" الإخبارية، بقرار أصدره الاتحاد الأوروبي على أثر الحرب الروسية على أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بعد نشر حكم المحكمة الأوروبية: "سنتخذ إجراءات قمع مماثلة تستهدف وسائل الإعلام الغربية التي تعمل في بلادنا".
أضاف بيسكوف: "لن نسمح لهم بالعمل في بلادنا"، محذّراً من أنّ وسائل الإعلام هذه يجب ألا تتوقّع "أيّ نهج مرن" من السلطات الروسية.
واستنكر، "الاعتداء على حرية التعبير وحرية الصحافة في الدول الأوروبية، بما فيها فرنسا".
منذ بداية الحرب في 24 فبراير، منعت موسكو عدّة مواقع إخبارية غربية (بي بي سي، دي فيلت، ار اف اي، دوتشيه فيليه...)، إضافة إلى شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستجرام.
في مايو، أغلقت روسيا مكتب الإذاعة والتلفزيون الكندي "سي بي سي/راديو-كندا"، بعد منع بث قناة "روسيا اليوم" في كندا.
بموازاة ذلك، أوقفت وسائل إعلام عدّة، عملها في روسيا خوفاً من التعرّض للانتقام، وبسبب القوانين التي تعاقب بالسجن المشدّد نشر المعلومات عن الجيش الروسي، على اعتبار أنّه يجري التعامل معها على أنّها معلومات كاذبة.
وتؤكّد المحكمة الأوروبية في قرارها، أنّ "الحظر المؤقت" على البث "لا يؤثر" على حرية التعبير، على عكس ما صرّحت به القناة الروسية التابعة للحكومة، التي أعلنت أنها ستستأنف الحكم.
وقالت مديرة قناة "روسيا اليوم- فرنسا" زينيا فيدوروفا، إن "تصديق المحكمة على هذا الحظر العام وبمصطلحات غير واضحة يظهر للأسف أنّ السلطة القضائية للاتحاد الأوروبي لا يمكنها أو لا تريد معارضة السلطة السياسية".
مُنعت وسائل إعلام روسية أخرى مثل "سبوتنيك" و"روسيا اليوم" (بما في ذلك نسختها باللغة الفرنسية) من البث في الاتحاد الأوروبي على التلفزيون وعلى الانترنت، اعتباراً من الثاني من مارس، بعد اتفاقٍ بين الدول الـ 27.
تجنّب "البروباغندا"
منذ منع "روسيا اليوم" في ألمانيا في نهاية العام 2021، كانت فرنسا الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الأوروبي التي تسمح باستضافة فرع تابع للقناة الروسية على أراضيها.
في حكمها الصادر الأربعاء، وجدت المحكمة أنّ "القيود المفروضة على حرية التعبير في قناة روسيا اليوم- فرنسا.. متناسبة"، في ظلّ سعي الاتحاد الأوروبي إلى تجنّب "الدعاية" لصالح "العدوان العسكري على أوكرانيا"، عبر "البث التلفزيوني وعلى الإنترنت من قبل وسائل الإعلام التي تموّلها الدولة الروسية بالكامل".
من جهتها، أكدت فيدوروفا، أنه "على الرغم من هذه الرقابة، ستواصل قناة روسيا اليوم- فرنسا تقديم وجهات نظر مختلفة حول الأوضاع أينما يتمّ بثها".
وتستمر القناة الإخبارية التي يعمل فيها 131 شخصاً في البث باللغة الفرنسية ونشر المقالات على موقعها، الأمر الذي لا يزال متاحاً عبر شبكة افتراضية خاصة (VPN)، وهي خدمة تتيح تصفّح الويب وتجاوز الحجب.