«أكبر مخبأ تحنيط».. مجلة أمريكية تثمن اكتشاف أبو صير الأثرى
ثمنت مجلة "لايف ساينس" العلمية الأمريكية الكشف الأثري الأخير بمنطقة أبوصير الأثرية بالجيزة، حيث عثر فريق من الباحثين المصريين والتشيكيين على مقبرة أثرية عمرها 2600 عام تعود لرجل عسكري مرموق (قائد الجنود الأجانب)، تضم ٣٧٠ إناء فخاريا تحتوي على مواد مستخدمة في تحنيط القائد، مما يجعلها أكبر مخبأ للتحنيط في مصر القديمة تم العثور عليه.
اكتشاف مهم ومثير للاهتمام
ووصفت المجلة الأمريكية الكشف بأنه "مهم ومثير للاهتمام"؛ كون أن المقبرة يعود تاريخها لأواخر الأسرة الـ ٢٦ وأوائل الأسرة الـ ٢٧ في مصر القديمة، وهي بداية تواجد الفرس في مصر، مما يوضح فكرة تنظيم الجيوش في مصر القديمة ودور الأجانب المنخرطين في العمل بالجيش، مشيرة إلى أن القائد العسكري يدعى "واح - ايب - رع"، وكان يشرف على العسكريين الأجانب القادمين من جزر بحر إيجه وآسيا الصغرى ويقودهم.
حياة القائد العسكري كانت مختلفة
وقال بنجامين سوليفان ، محاضر في التاريخ القديم في جامعة ولاية أريزونا ، لـ"لايف ساينس": اعتمادا على الفترة الزمنية التي عاشها صاحب المقبرة، من المحتمل أن تكون حياة هذا القائد العسكري مختلفة تمامًا، لقد عاش معظم حياته خلال الأسرة السابعة والعشرين الوقت الذي حكم فيه الفرس مصر القديمة.
من جهته، قال جونتر فيتمان، أستاذ علم المصريات في جامعة جوليوس ماكسيميليان في فورتسبورغ في ألمانيا، "إنه بالتأكيد اكتشاف مهم على الرغم من أنه ليس فريدًا في هذا المجال؛ فقد عمل التشيكيون في أبو صير منذ أكثر من عشرين عامًا، واكتشفوا العديد من مقابر كبار المسؤولين في أواخر الأسرة السادسة والعشرين وأوائل الأسرة السابعة والعشرين".
أكبر مخبأ تحنيط معروف في مصر القديمة
فيما اعتبر ميروسلاف بارتا، مدير معهد الحفريات التشيكية في مصر أن دفن القائد العسكري مع أكبر مخبأ تحنيط معروف من مصر القديمة أمر يثير التساؤل، مشيرا إلى أنه من المثير للاهتمام أنه لم يتم العثور على دروع أو أسلحة في المقبرة.
ولفت إلى أن العلماء عثروا في مقبرته على 402 تمثالً شبتي من الخزف المزجج، الموجودة بكثرة في المقابر المصرية، كما تشمل المكتشفات جعرانًا للقلب وتميمة وشقالة (قطعة فخارية) منقوشة بمزيد من التعاويذ من كتاب الموتى.
كما أشار ستيفان فايفر، أستاذ التاريخ القديم في جامعة مارتن لوثر في هالي- فيتنبرج في ألمانيا، إلى كون أن المقبرة تعود إلى زمن الحكم الفارسي، فإنها توضح أن "الفرس كانوا واثقين جدًا من حكمهم لدرجة أنهم عهدوا بمثل هذه المهمة الهامة إلى شخصيات محلية بارزة".