تقرير أمريكى: مصر أسست أول عصور العولمة الحقيقية فى العالم القديم
أبرز موقع "المونيتور" أهمية الكشف الأثري الأخير بمنطقة أبوصير الأثرية بالجيزة، حيث عثرت بعثة تنقيب تابعة للمعهد التشيكي لعلم المصريات على مقبرة لقائد عسكري يعود تاريخها لأواخر الأسرة السادسة والعشرين وأوائل الأسرة السابعة والعشرين في مصر القديمة، موضحًا أنه اكتشاف فريد من نوعه يعكس مدى نفوذ مصر القديمة وتأثيرها في الشرق الأدنى القديم.
وأشار الموقع إلى أن هذا الكشف يكتسب أهمية كبيرة لأنه يوثق فترة مهمة عاش فيها المصريون القدماء، ويمثل نموذجًا لمفهوم العولمة السياسية والاقتصادية في العالم القديم، حسبما أكد محمد يوسف، مدير عام منطقة آثار سقارة، في تصريحات لـ"المونيتور".
وأوضح أن المقبرة المكتشفة هي لشخص كان يشغل وظيفة "قائد الجنود الأجانب"، مما يشير إلى "أول عصور العولمة الحقيقية في العالم القديم"، مضيفًا أن الكشف يعكس أيضًا التطور المعماري في تشييد المقابر ذات حفر بئر، ومحتوياتها الجنائزية ونقوشها المميزة.
وأضاف لـ"المونيتور": "امتد تأثير المصريين القدماء إلى خارج البلاد عبر البحر الأبيض المتوسط، ولهذا السبب جلب ملوك الأسرة السادسة والعشرين [664- 525 قبل الميلاد] مرتزقة أجانب، وقاموا بدمجهم في الدولة، بما في ذلك الجيش".
وتابع أن المصريين القدماء في فترة الأسرة الثامنة والعشرين، تمكنوا من طرد الفرس واستعادوا السلطة حتى غزا الإسكندر الأكبر مصر عام 332 قبل الميلاد"، مشيرًا إلى أن المقبرة تعد موقعًا هامًا للباحثين لإجراء مقارنات حول التطور المعماري لتصميم المقابر الأثرية في مصر القديمة.
ونقل الموقع عن محمد مجاهد، نائب مدير البعثة التشيكية، قوله في بيان أصدرته وزارة السياحة والآثار: هذا الاكتشاف فريد من نوعه ومهم؛ إذ إنه يقدم نظرة جديدة حول الفترة المضطربة لبداية عصر الهيمنة الفارسية على مصر القديمة، بالإضافة إلى نتائج البحث الجاري حول وديعة التحنيط الخاصة بصاحب المقبرة التي عثرت عليها البعثة خلال الموسم السابق.
كما نقل الموقع عن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، قوله إن تصميم هذا القبر لم يسبق له مثيل في مصر القديمة، كونه مقسمًا إلى عدة أجزاء تفصل بينها جسور منحوتة في الصخر الطبيعي.
من جهته، قال حسين عبدالبصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، لـ"المونيتور"، إن هذا الاكتشاف الأثري يوفر مزيدًا من المعلومات عن تاريخ الجيش المصري وعلاقاته الخارجية، لأنه يكشف عن الفترة التي بدأ فيها الجيش المصري الاعتماد على جنود مرتزقة في صفوفه من اليونانيين وجزر البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف: "يظهر الاكتشاف أن هؤلاء الجنود الأجانب قادهم القائد العسكري المصري، لترسيخ نفوذ مصر في البحر المتوسط والشرق الأدنى القديم".