اعتداء على طفل توحد
فيديو صادم.. أطفال التوحد فى مصر ضحايا للتنمر والاعتداء
كانت تظن تسنيم خالد، 29 عامًا، حين ألحقت ابنها الذي يعاني من توحد طفيف يدعى «اسبرجر» بمدرسة عادية وليس دمجا، بأنها تدمجه في المجتمع وتحفظه من شعور بأنه مختلف عن أقرانه إلا أن ما حدث جعلها تندم.
التحق عمرو نجلها بحضانة لمدة عامين وجرت الأمور بشكل يسير وكانت مدرساته متفهمات لحالته ويحاولن طوال الوقت عدم إشعاره بإنه مختلف، وهو ما شجع تسنيم على إلحاقه بمدرسة عادية بالصف الأول الابتدائي.
تسنيم تندم على إلحاق ابنها بمدرسة عادية: "تنمروا عليه بشدة بسبب توحده"
تقول: "فوجئت بتنمر شديد عليه من زملائه بالرغم من أن توحده خفيف للغاية، ووقتها وأنا بدخله قلت إنه سليم ومفيش حاجة، لأنه مش بيعاني غير من تأخر فقط في الكلام عن باقي زمايله، خصوصًا أنه أظهر تفوق في مرحلة الحضانة".
وتحكي أنه في يوم تنمر عليه مجموعة من أصدقائه، وعاد إلى المنزل يبكي بشدة رافضًا من بعد ذلك اليوم العودة من جديد إلى المدرسة: "الخوف من الاندماج مرة تانية في المجتمع تملك منه وضاعف التوحد عنده".
حال عمرو يمر به كثيرون من مرضى التوحد في مصر، إذ يتعرضون للتنمر وأحيانًا للضرب سواء في المدرسة أو داخل دور الأيتام. وانتشر بالأمس فيديو صادم على مواقع "السوشيال ميديا" نشره رامي الجبالي، أدمن صفحة «أطفال مفقودة»، التي تتبنى حالات إنسانية.
فيديو لشاب يصفع طفل مريض توحد يثير الجدل
الفيديو أظهر شابا يعمل في إحدى دور الحضانة الخاصة بذوي الهمم ومرضى التوحد بمحافظة الإسكندرية، وهو يضرب الأطفال ويقيد أياديهم، دون أي رد فعل منهم سوى البكاء والصراخ ومن بينهم مرضى التوحد.
وقال الجبالي: "اللي في الصورة ده مجرم بيضرب وبيعذب أطفال في حضانة لذوي الاحتياجات في إسكندرية، وأهاليهم أكيد مايعرفوش حاجة، والفيديوهات للأسف قاسية جدًا وفيها ضرب بالأقلام على الوش، والجيران بيقولوا لنا إنهم بيسمعوهم بيقولوا لبعض اضرب بس دون علامات ولا كسور عشان أهاليهم".
وروى الجيران المحيطون بالحضانة أنهم كانوا يسمعون أصوات بكاء الأطفال، ولا يعرفون ما يحدث بالداخل، حتى شاهدوا أحد الشباب العاملين بالحضانة يصفع طفلاً على رأسه في الفيديو الذي نشروه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بالقبض على الشاب.
توضح تسنيم أنها تشعر بالندم الشديد وأنها ظلمت نجلها بإلحاقه بمدرسة عادية: «مكنتش عايزه أن التوحد يلازمه طوال حياته ويعيش العمر كله كأنه شخص منبوذ أو مش سليم، لكن التنمر اللي شوفته لمدة فصل دراسي كامل خلاني أشعر بالندم».
وتختتم: «اضطريت أقدم على جلسات تعافي وتخاطب عشان يقدر يرجع المدرسة مرة تانية بس المرة دي خليته يدخل مدرسة دمج، عشان يبقى زي زمايله ومحدش يتنمر عليه وعشان الامتحانات ماتكنش صعبة عليه».
مليون حالة توحد فى مصر تعانى من قصور الخدمات
يصيب مرض التوحد 60 طفلا من كل 10 آلاف طفل، حسب دراسة قام بها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية خلال العام 2021، وينتشر في الأطفال من عمر 5 سنوات حتى 11 عامًا، بينما أعلنت وزارة التعليم العالي خلال العام 2019 أن مصر بها مليون ونصف مليون طفل مصاب التوحد.
وحسب المسح القومي لاضطرابات التوحد والإعاقة الذي خرج خلال العام 2022، فإن نسبة انتشار التوحد في مصر وصلت إلى 1% أي مليون طفل يعاني من ذلك الاضطراب وهي نسبة وصفها المسح بالكبيرة، موضحًا أن هناك قصورا شديدا للخدمات المقدمة للمصابين بالتوحد.
إيمان: "ابنى تعرض للضرب بسبب توحده ومعاناته من التلعثم"
عانى نجل إيمان مندور، 25 عامًا، من القصور الشديد في الخدمات المقدمة للمصابين بالتوحد، فلم يتم تشخيصه بشكل جيد وطافت والدته معه على الكثير من الأطباء: "كان بيعاني من توحد وتلعثم في الكلام وكان مصاب بكثرة الريالة في فمه طول الوقت".
وتوضح أنها بعد 8 أشهر من الكشوفات الطبية والعلاج تم تشخيصه بأنه مصاب بالتوحد وأن اللعثمة في الحديث أدت إلى وجود ريالة في فمه طول الوقت ما كان يسبب له إحراج وتنمر شديد من الأطفال حوله.
تحكي مندور واقعة صعبة مرت على ابنها وهو في الصف الثاني الابتدائي، بالرغم من إلحاقه بمدرسة للدمج حتى لا يكون مختلفًا عن أقرانه: «في يوم أصر المدرس على أنه يقرأ الدرس كاملًا في مادة اللغة العربية وفضل يتلعثم وزادت عنده الريالة».
وحسب إيمان فإن طفلها استشاط غضبًا بسبب سخرية زملائه على تلعثمه حتى إنه اشتبك معهم بعد انتهاء اليوم الدراسي وقاموا بضربه: "لم يقبل ابني العودة من جديد إلى المدرسة حتى قمت بتغييرها وما زال يواجه تنمرًا أيضًا".
هانى هلال: "العلاج يبدأ من المنزل ولدى الأهل"
يؤكد هاني هلال، رئيس ائتلاف حقوق الطفل، أن الأزمة في تربية الأطفال جيدًا داخل المنازل قبل خروجهم إلى العالم، وتوعيتهم بأضرار التنمر على الآخرين، مضيفًا: «الخطوة الأولى تبدأ من الأهل والمنزل لردع الأطفال المتنمرين».
ويوضح أن التنمر تحول إلى مرض لدى بعض الأطفال وهنا يأتي دور الأب والأم في حال شعورهم بأن التنمر أصبح مرضا لطفلهم فلا بد من عرضه على استشاريين نفسيين حتى يكون هناك "فرملة" لذلك الأمر.
مدرسة تعتدى وتتنمر على طفل يعانى من التوحد
يذكر أنه في ديسمبر من العام 2021 شهدت مصر واقعة تنمر مديرة مدرسة على طالب يعاني من التوحد في منطقة شبرا، حيث قامت بالتنمر والتعدي عليه داخل المدرسة، وحرر ضدها بلاغا حمل رقم 118570 عرائض النائب العام.
وقامت مديرة المدرسة بحبس طالب من ذوي الهمم يبلغ من العمر 13 عامًا يعاني من إعاقة ذهنية بنسبة 70% وضعف شديد بالنظر كما أنه يعاني من عيب خلقي بالعين، بمكتبها بالمدرسة ساعة بعد انتهاء اليوم الدراسي وإجباره على غسيل الكوبايات كنوع من العقاب.