«بدأ راقصا في الملاهي وباع الفرقة بـ6 آلاف» سيرة علي رضا مع فرقته
بدأ علي رضا حياته الفنية منذ الصغر كهاو للرقص الغربي، الذي كان معروفا برقص "الصالون" خلال فترة الأربعينات.
كان رقص "الصالون" شائعا وقت تواجد أعداد كبيرة من المجندين الأجانب المشاركين في الحرب العالمية الثانية، وكانت الملاهي الليلية تقدم لهم رقصات التانجو والرومبا والسامبا والسوينج وأنواع أخرى من الموسيقى، كما كانت تقام مسابقات للرقص يشترك فيها الأجانب والمصريون على حد سواء، وكان من بين هؤلاء الشباب علي رضا، الذي فاز بالمرتبة الأولى في غالبية هذه المسابقات.
انتقل علي رضا من مرحلة الهواية للاحتراف وهو لا يزال في السادسة عشر من عمره، حيث تعاقد مع عدد كبير من الملاهي الليلية ليقدم فقرات رقص فيها إلى أن التفت إليه صناع السينما المصرية ليقدم فقرات الرقص ويدرب عدد من المهتمين، ويصمم الرقصات في الأفلام الاستعراضية.
أنجذب علي رضا أثناء عمله في السينما للأفكار التي تعاون فيها مع بعض المخرجين من حيث الحديث حول زوايا التصوير وغير ذلك، فبدأ العمل كمساعد ثالث في الإخراج السينما مساعد أول، إلى أن تدرج وأصبح مخرجا، وقدم أول أفلامه "إجازة نص السنة" وكان ذلك بعد ظهور فرقة رضا بقليل.
وتلا فيلمه الأول أفلام عديدة "غرام في الكرنك"، "حرامي الورقة" ، "البنات لازم تتجوز"، "أسياد وعبيد"، "حياتي عذاب"، "آه يا ليل يا زمن"، وغيرها من الأفلام الاستعراضية والدرامية سوءا لفرقة رضا أو غيرها.
روى محمود رضا لجريدة "العربي" 2001 أن الأفلام التي أخرجها علي رضا كانت بمثابة حجر زاوية في تاريخ الفرقة، وعلى الرغم من أنه لم يقم شخصيا بالرقص أو الإخراج المسرحي للفرقة، لكنهم كانوا يلجأون إليه في طلب النصيحة الفنية وتقييم الأعمال سواء في الرقص أو التصميم أو الموسيقى أو الإخراج. وكان يسهل للفرقة من خلال علاقاته بالعاملين في المسرح والسينما الحصول على الخدمات التي تحتاجها الفرقة، فقد كلف المهندس حلمي عزب مهندس الديكور بتصميم الإضاءة للعروض الأولى للفرقة، كما رشح الموسيقار علي إسماعيل ليتولى تأليف الموسيقى وتكوين وقيادة الفرقة الموسيقية، وكلف الفنان التشكيلي رؤوف عبد المجيد بتصميم الملابس والديكورات للعرض الاستعراضي "وفاء النيل".
واكتشف علي رضا الفنان فؤاد عبد المجيد مؤلفا، وكلفه بتأليف الموشحات التي عرفت بموشحات فرقة رضا، وكلف الموسيقار عبد الحليم نويرة بتوزيع ألحان هذه الموشحات.
قال محمود رضا: "علي رضا من أهم رواد فرقة رضا، وكان له فضل كبير في ظهورها واستحق بجدارة وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى الذي منحه له الرئيس جمال عبدالناصر عام 1965".
عام 2001 كشفت جريدة "القاهرة" أن الفنان علي رضا تنازل عن الفرقة بموجب عقد رسمي وقعه يوم الأثنين 26 نوفمبر عام 1962، وأقر فيه بالتنازل عن الحقوق المادية والأدبية والفنية والاسم الفني للفرقة مقابل ستة آلاف جنيه حصل عليها من البيت الفني للفنون الشعبية التابع لوزارة الثقافة.
واكتشف الأمر بعدما طالب محمود رضا باسترداد الفرقة ومكليتها بحجة اغتصابها منه، وهدد برفع دعوى قضائية في حالة عدم استعادة ملكية الفرقة، لكن باكتشاف العقد الرسمي أصبحت دعواه باطلة قانونيا.