رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوحنا نصيف: نصحى عبد الشهيد هو رائد التكريس البتولي فى العصر الحديث

 نصحي عبد الشهيد
نصحي عبد الشهيد

وصف القمص يوحنا نصيف، راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بولاية شيكاغو، بالولايات المُتحدة الأمريكية، الدكتور نصحي عبدالشهيد، مؤسس بيت التكريس بحدائق القبة، الذي ودعه الأقباط منذ أيام قليلة بـ«العالِم الكبير، والمعلّم الوقور المُحِب، ورائد التكريس البتولي في العصر الحديث».

وقال إنه: «اغتنى بعمل الروح القدس في حياته، وأغنى الكنيسة القبطيّة الأُرثوذكسيّة بفيض من التلاميذ، والترجمات الآبائيّة، والدراسات اللاهوتيّة الرصينة، على مدى عِدّة عقود، وهو مؤسّس المركز الأُرثوذكسي للدراسات الآبائيّة بالقاهرة (مؤسّسة القدّيس أنطونيوس)، منذ عام 1979م».

وأضاف في تصريح له: «هذا الخادم البار عاش طوال سنيّ غربته في تجرّد، وتعفُّف، وإنكار ذات، ومحبّة مسيّحيّة نقيّة.. ينهل من رحيق عسل تعاليم آباء الكنيسة الأوائل، ويزرع بذور التعليم الآبائي النقي في الكنيسة، وينشر هذا الدسم في هدوء واتّضاع حقيقيّ.. حيث عاش الدكتور نصحي حياة الإيمان، منقادًا بالروح، مُجاهِدًا بكلّ أمانة، لذلك كان يختبر عمل الله المجيد في حياته كلّ يوم.. وهو ما عبَّر عنه في محاضرة له عام 2019م، بعنوان المعموديّة سِرّ المسيح قائلًا: «الإيمان خروج من الوضع الذي فيه الإنسان إلى الله، الإيمان مجازفة مع الله، بالإيمان يطرح الإنسان نفسه في كائن لا يعرفه، ويعرفه على قدر ما يطرح نفسه فيه، يذوقه بعد أن يرمي نفسه فيه، لا يستطيع أن يذوق الله وهو في الخارج، لابد أن يدخل فيه ليذوقه، لابد أن يدخل في دائرة تأثير الله».

وتابع: «الدكتور نصحي كان له تأثير كبير في حياتي، وبالذَّات في فترة الستّ سنوات التي عشتُ فيها كشمّاس مكرّس، قبل سيامتى الكهنوتيّة، فقد كان أبًا روحيًّا ومُرشِدًا ونموذجًا، وسندًا عظيمًا.. وكان مرجعًا لي في شرح أيّ آية من الإنجيل، فقد كانت جذوره عميقة في معرفة الأصل اليوناني، مع تعليقات آباء الكنيسة الأوائل على النصوص الإنجيليّة، لي ذكريات حلوة كثيرة معه، مملوءة بالخبرات والفوائد الروحيّة».