«رؤية مستقبلية للشرق الأوسط».. ماذا يريد الرئيس الأمريكى من زيارته لإسرائيل؟
يبدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، جولته إلى المنطقة، خلال الأسبوع الجاري، وتشمل زيارة إسرائيل والضفة الغربية والمملكة العربية السعودية، التي تستضيف «قمة جدة» بحضور قادة دول مجلس التعاون الخليجي، بجانب مصر والأردن والعراق.
ويصل الرئيس الأمريكي إلى إسرائيل في مستهل رحلته، الأربعاء المقبل، في زيارة هي الأولى منذ توليه منصبه، وتستمر لنحو 40 ساعة، حسبما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
وقال مسئولون معنيون بتفاصيل الزيارة إن بايدن يوجه إدارته بتقديم كل ما يعزز أمن إسرائيل وازدهارها واندماجها في الشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال، قدم «جو» ميزانية خاصة بقيمة مليار دولار لتطوير منظومة القبة الحديدية الصاروخية لدى تل أبيب بعد انتهاء التصعيد العسكري الأخير ضد قطاع غزة المحاصر.
توسيع اندماج إسرائيل في المنطقة
وأكدت تلك المصادر أن الإدارة الأمريكية تعمل على توسيع اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط، كجزء من اتفاقيات التطبيع الأخيرة، موضحًا: "نحن نعمل على تعميق العلاقات القائمة بين إسرائيل وجيرانها، وتطوير شركاء جدد في المنطقة، وبايدن سيواصل مناقشة هذه الجهود خلال زيارته لتل أبيب".
وأضافت: "الإدارة داعمة بشدة لاتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والدول الإسلامية الأخرى، وستواصل العمل على ذلك، وهو ليس بديلًا عن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن التطبيع بين إسرائيل والدول الأخرى يجب أن يستخدم لدفع حل ذلك النزاع".
وأشارت تلك المصادر إلى أن الإدارة الأمريكية ترى أن مثل تلك الاتفاقيات مهمة لإحداث زخم في القضية الفلسطينية من أجل التوصل إلى حل متفق عليه للصراع، وإلى سلام عادل ودائم.
رؤية واشنطن للشرق الأوسط
وتابعت: "في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تدهورت العلاقات بين واشنطن والفلسطينيين، بينما في عهد بايدن أعيدت لأعلى مستوى، فنحن واضحون بشأن الإجراءات الأحادية الجانب مثل العنف والتحريض عليه وهدم المنازل وتقديم رواتب لمنفذي العمليات ضد إسرائيل، ونؤيد اتخاذ إجراءات إيجابية من شأنها فتح المجال لاستئناف المفاوضات".
وقالت: "من المتوقع أن يقدم بايدن رؤية الولايات المتحدة للشرق الأوسط في الأشهر والسنوات المقبلة، وستكون رحلة تاريخية نحن نتطلع إليها"، مؤكدةً أن الرئيس الأمريكي لا ينوي التدخل في سياسة إسرائيل، وأن الهدف من الزيارة هو تأكيد الدعم القوي لها وتعزيز العلاقات الثنائية معها.
علاقات قوية بين إسرائيل وأمريكا
وأضافت: "من المهم أن يُظهر بايدن أن العلاقات بين واشنطن وتل أبيب أوسع وأعمق من العلاقات بين أي قائد، وما يثبت ذلك هو أن الزيارة أُعلنت عندما كان نفتالي بينيت رئيسًا لوزراء إسرائيل، بينما تجرى بعد تولي يائير لابيد ذلك المنصب".
وقال المصدر: "بايدن سيؤكد خلال زيارته على العلاقة التي لا تتزعزع بين إسرائيل وأمريكا منذ عام 1948، إذ كانت واشنطن أول دولة تعترف بإسرائيل، فهو سيؤكد ذلك للشرق الأوسط بأكمله".
وكذلك، يزور بايدن الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبومازن»، ويبحث معه دعمه لحل الدولتين.
وسيتوجه بايدن من إسرائيل إلى السعودية، حيث سيحضر قمة جدة، وسيناقش القضايا الثنائية مع الرياض مثل ملف الأوضاع في اليمن، وسبل توسيع التعاون الأمني والاقتصادي، بما في ذلك التعامل مع تهديدات إيران، بالإضافة إلى قضايا الطاقة والأمن الغذائي في ظل الأزمة الأوكرانية، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار القمح والنفط والغاز والسلع الأساسية الأخرى.