رامى عبدالرازق: عبدالمنعم مدبولى عوّض ما فقده فى السينما بالتليفزيون
تحدث الناقد الفني رامي عبدالرازق لـ«الدستور» عن الراحل عبدالمنعم مدبولي في ذكرى رحيله الذي يحل اليوم التاسع من يوليو، وهي الذكرى السادسة عشرة على رحيل فنان الكوميديا الكبير عبدالمنعم مدبولي وقال: «أعتبر الفنان عبدالمنعم مدبولي ظاهرة فنية وليس مجرد ممثل، فهو مخرج وكاتب ومغنٍ، هو فنان لديه العديد من المواهب يؤديها جميعًا بتفوق، تعد أعماله التمثيلية من أكثر أعماله لما له من أداء متميز».
على مستوى المسرح
عبدالمنعم مدبولي مخرج مسرحي عظيم لديه حث كوميدي كبير، وهذا واضح من خلال أعماله مع الفنان فؤاد المهندس والفنانة شويكار، أرى أنه لم يأخذ حقه ليكون بطلًا مثل الفنان فؤاد المهندس بسبب طغيان «كاريزما» المهندس والثنائي الذي شكله مع الفنانة شويكار، كما أن هناك شبهًا شكليًا بينهما كنا لا ندركه ونحن صغار السن، وكان لديّ تخيل أنهم إخوة وأتصور أن فؤاد المهندس استغل هذا الأمر بشكل أو بآخر، والدليل على ذلك أنهما تعاونا سويًا في أكثر من تجربة ومنها فيلم «ثمن دستة أشرار» وفيلم «مطاردة غرامية» لديهما توأمة في الشكل والأداء وهذا كان مفيدًا للمهندس ومضرًا لمدبولي، ولم يتصدر أي بطولة سينمائية مطلقة طوال فترة الستينيات والسبعينيات.
على مستوى الدراما التليفزيونية
استطاع أن يعوض بعض ما فقده في السينما من خلال الدراما التليفزيونية وقدم أشهر أعمال التليفزيون المصري مسلسل العائلة ومسلسل أبنائي الأعزاء شكرًا ولا يا ابنتي العزيزة، وهو واحد من أجمل المسلسلات في فترة الثمانينيات وقدم من خلاله شخصية الرجل الذي يتهم غدرًا في جريمة قتل ويخسر بناته وزوجته ويحاول جاهدًا إثبات براءته أمام بناته، استطاعت الدراما التليفزيونية أن تعوضه البطولات التي افتقدها في السينما.
على مستوى المسرح
كانت لديه لمسة ورؤية في الإخراج المسرحي، أرى أن مسرحياته التي أخرجها تتميز ببصمة ينفرد بها دون غيره، أما كممثل مسرحي فهو قوي الأداء ويختلف عن أبناء جيله مثل فؤاد المهندس وأمين الهنيدي، مسرحية «مطار الحب» مشهورة بأفيه «فرافيرو» عن لسان عبدالمنعم مدبولي وجسد شخصية القروي الساذج ومن المعرف أن مسرحية «مطار الحب» كانت فيلم «مطاردة غرامية» وكان يقدم مدبولي دور الطبيب النفسي «الدكتور خشبة» ويعاني حرمانه من العلاقات العاطفية بشكل كوميدي، كما قدم مسرحية «هالو شلبي» وراهن على سعيد صالح وقدم لأول مرة الفنانين أحمد زكي ومحمد صبحي.
الظهور الأخير
في الفترة الأخيرة من حياته كان يقوم ببعض المشاركات الصغيرة في السينما وكان بها قدر كبير من التأثير والقوة والإحساس بالثقل رغم بعدها عن الكوميديا، إلا أن له تواجدًا قويًا ومؤثرًا مثل فيلم كريستال وأريد خلعًا وعايز حقي.
في النهاية من يحب سينما الستينيات والسبعينيات سنجده من محبي عبدالمنعم مدبولي ويفضل الكثير من أعماله.