دماء وفوضى.. تفاصيل ليلة رعب عاشتها ولاية إلينوي الأمريكية (صور)
سلطت شبكة «سي إن إن» الضوء على حادث إطلاق النار الذي هز الولايات المتحدة الأمريكية مساء أمس، خلال مسيرة بمناسبة عيد الاستقلال الأمريكي في ولاية إلينوي في مدينة هايلاند بارك القريبة من شيكاغو، كاشفة عن كواليس الحادث الذي جعل الزمن يتوقف عند المئات من حاضري الحفل.
وقالت الشبكة إن شهود العيان وصفوا حادث إطلاق النار في حفل إلينوي بأنه مرعب، حيث اعتقد البعض أن صوت إطلاق النيران هو جزء من مؤثرات العرض، حتى لاحظ الجميع أن مشهد الاحتفال توقف تمامًا.
وقالت زوي باولتشاك أحد حاضري الحفل: «أمسكت بيد أبي بقوة وقولت له هناك شيء خاطئ، فهذا ليس جزء من الحفل، وبدأنا في الركض، وبدأ من خلفنا يركضون أيضًا، وفجأة تحول الاحتفال لمشهد فوضوي».
وتابعت: «ما رأيته كان صعب للغاية، فبعد ثواني قليلة شعرت بموجة ذعر كبرى بين حاضري الحفل، فهناك إناس يسقطون».
وكانت السلطات الأمريكية قد أعلنت أن شخصًا فتح النار من سطح أحد المنازل على حاضري حفل أثناء مرور العرض في مكان قريب مما أسفر عن مقتل 6 على الأقل وإصابة نحو 20 آخرين، وقالت الشرطة ليل الاثنين إنها ألقت القبض على المشتبه به روبرت إي كريمو الثالث.
مشهد فوضوي
وقالت «باولتشاك» التي كانت قد عاد لتوه من ولاية أريزونا، إنها ذهبت إلى العرض للتواصل مع والدها، حيث اعتادت حضور الحدث عندما كانت طفلة، وبعد أن مرت إحدى الفرق الموسيقية، سمعت جولة طويلة من الطلقات ربما 50 أو أكثر.
وقالت لشبكة CNN إنها تعتقد أنها شاهدت شخصًا واحدًا على الأقل مقتولًا بالرصاص، ولم يتضح على الفور من كان هذا.
وأضافت أنها بعد أن أمسكت بوالدها، اختبأوا خلف صندوق قمامة لمدة ساعة تقريبًا، قبل أن تدخلهم الشرطة وآخرين إلى متجر للسلع الرياضية، كانت هي ووالدها بخير، لكن آخرين في المتجر أصيبوا.
وتابعت: «أصيب رجل في رأسه، كان ينزف في جميع أنحاء وجهه، كانت هناك فتاة أخرى تم اصطحابها إلى الخارج وأصيبت في ساقها».
وانتظرت باولتشاك ووالدها في القبو حتى اقتادتهم الشرطة من المتجر، وأضافت: «في الخارج، كانت الشوارع مبعثرة والدم في كل مكان، بدت وكأنها منطقة معركة، العنف المسلح ليس مقبولًا أبدًا - يجب ألا نكون مخدرين في هذا الأمر».
وتابعت: «أحد الرجال قد أخفى أطفاله في سلة المهملات، بينما ذهب رجل بالفعل في وقت ما ليجد ابنه وطلب مني أن أراقب أطفاله، لذلك كنا جميعًا مختبئين وراء حاوية قمامة معًا والأطفال صغار حقًا، لينتهي بهم الأمر بالاختباء في حاوية قمامة هناك، انتهى الأمر بالوالد بوضع أطفاله في القمامة للاختباء والبقاء آمنين، وربما كان 30 منا يختبئون في هذا الركن الصغير خلف القمامة».
وأضافت: «ما حدث كان مرعب للغاية، رصاصة واحدة يمكن أن تمر عبر أجسادنا، وتقتلنا في ثواني معدودة، لم نكن نعلم مصدر إطلاق النيران».
بينما قال ستيف تيلكن إنه لجأ إلى قبو أحد المتاجر مع زوجته وحفيديها وعشرات آخرين بينما كانت الشرطة تجوب المنطقة بحثًا عن المسلح.
وقال أحد سكان هايلاند بارك إنه اعتقد في البداية أن شخصًا ما أطلق سلسلة من الألعاب النارية، لكن حفيدة زوجته البالغة من العمر 13 عامًا خضعت لتدريب إطلاق نار نشط في المدرسة وفجأة اصطدمت بالأرض وهي تبكي.
وتابع: «وقفت زوجتي هناك - كانت واقفة لمدة ثانية أو ثانيتين - ثم أدركت ما يحدث، فغاصت لحماية أجسادهم بجسدها ووقفت لثانيتين في حالة عدم تصديق لأنهم لم يروا المذبحة التي كانت تحدث ورميت جسدي فوق أجسادهم».
قال تيلكن إنهم ركضوا إلى المتجر القريب عندما أدرك أنهم غير محميين وفي خط النار، فكان الجميع يخشوا من الرصاصات الغادرة التي تطير فوق رؤوسهم، فواحدة كافية لإنهاء حياة أي شخص.
قال وارن فرايد، الذي حضر العرض مع زوجته وتوأمه البالغان من العمر 7 سنوات، إنه شاهد الشرطة وسيارة إسعاف تمر بجانبه في العرض وبعد ذلك سمع مجموعة من الطلقات النارية، بدأ الناس بالصراخ وفر هو وعائلته نحو سيارتهم بحثًا عن الأمان.
وتابع: «كان الناس يختبئون، وكان الأطفال في الشوارع يبحثون عن والديهم، فقط في ثوانٍ».
بينما يعتقد أحد الحضور، مايلز زاريمسكي، الذي عاش في المنطقة منذ حوالي 37 عامًا، أن الطلقات النارية كانت نتيجة عكسية من عربة استعراض أو ألعاب نارية، وعندما استمر، أدرك أنه من بندقية ومن مكان مرتفع ورأى الناس يندفعون مبتعدًا.
وقال زاريمسكي لش: «رأيت الدماء على الرصيف، رأيت جثة ملطخة بالدماء بدت وكأنها ميتة، كان مجرد مشهد فوضوي».