في ذكرى ميلاد يحيى العلمي.. محمد شوقي: قدم للدراما أروع الأعمال وأقنع سعاد حسني بـ « هو وهي»

أهم مخرج نجح في تقديم مسلسلات الجاسوسية، ولا تزال أعماله خالدة في المكتبة التلفزيونية، «دموع في عيون وقحة» للزعيم عادل إمام، «رأفت الهجان» للساحر محمود عبدالعزيز.

يحيى العلمي، ترك عالمنا في 19 يناير 2002، عن عمر ناهز الـ 61 عامًا، وقدم في حياته 30 فيلمًا تقريبًا، وكان أبرزها «خائفة من شيء ما»، «طائر الليل الحزين»، «تزوير في أوراق رسمية».

«العلمي» كان رائدًا في إخراج الأعمال التلفزيونية، قدم مسلسل «لا» للكاتب مصطفى أمين، و«الأيام» لـ طه حسين، «نصف ربيع الآخر» لـ يحيي الفخراني وإلهام شاهين، و«الزيني بركات» لـ جمال الغيطاني بطولة نبيل الحلفاوي وأحمد بدير.

«الدستور» تواصلت مع الناقد الفني محمد شوقي للتحدث معه عن الراحل يحيي العلمي في ذكرى ميلاده والتي توافق 5/7/1941.

عظيم ولديه رؤية

 كان لديه رؤية وبصمات سينمائية وتلفزيونية، هكذا وصف الناقد الفني محمد شوقي، المخرج الراحل، وكان من المخرجين الذين لم ينالوا حقهم وتقييمهم المناسب، قدم العديد من الأفلام والمسلسلات المتميزة، وللسينما العديد من الأفلام المهمة منها « الخدعة الخفية» لـ عادل إمام وفريد شوقى وناهد شريف، «الليلة الموعودة» لـ أحمد زكي وفريد شوقي، «تزوير في أوراق رسمية» لـ محمود عبدالعزيز وميرفت أمين.

وأضاف: رغم أعماله السينمائية المتميزة إلا أنه كان مخلصا للعمل التلفزيوني، فكان من أهم مخرجي جيله استطاع تقديم أعمال أثرت في الدراما المصرية أهمها «دموع في عيون وقحة» ، «رأفت الهجان» وهم من أهم المسلسلات التي رسخت الحس الوطني لدى المواطن العربي لما لها من أثر كبير.

سعاد حسني

وأكد «شوقي» أن يحيي العلمي استطاع إقناع سعاد حسني بالمشاركة في مسلسل «هو وهي» وحقق المسلسل انتشارًا جماهيرًا كبيرًا، كما أنه قدم مسلسل «زينب والعرش» الذي ضم أكبر عدد من نجوم السينما منهم سهير رمزي، كمال الشناوي، محمود مرسي، حسن يوسف، هدى سلطان، والمسلسل هو أول عمل درامي مكون من ثلاثين حلقة بعيدا عن المسلسلات الدينية في ذلك الوقت حيث كانت تضم ثلاثين حلقة بالتوازي مع شهر رمضان.

وتابع: «العلمي» جمع الأسرة المصرية والعربية على مسلسلاته دون خجل أو ابتذال وأعماله ما زالت موجودة ولها جمهور كبير عكس مسلسلات كثيرة لا يعرفها أحد أو لم تؤثر أحداثها في المشاهد.

المنتج الفنان

شغل يحيي العلمي منصب رئيس قطاع الإنتاج في التلفزيون ولقب بالمنتج الفنان لقدرته على معرفة التفاصيل اللازمة لنجاح العمل وتوفيرها، ومن خلال رؤيته الفنية التي اندمجت مع منصبه الإداري قدم أعمالا مهمة ما زالت موجودة حتى الآن.

مواقف في حياته

طوال زواجه من الفنانة تهاني راشد لم يقدمها إلا من خلال مسلسل رأفت الهجان في دور "سيرينا أهاروني"، على عكس الكثير من المخرجين الذين سمحوا لزوجاتهما ببطولة أعمالهم حتى لو كانوا يستحقون ذلك ولكن يحيى العلمي كان يشعر بالحرج خاصا مع الجمهور والنقاد.

في مسلسل «أديب» كان يوجد مشهد للفنانة إلهام شاهين وهي تقوم بحرق نفسها هربا من زواجها ووضع العلمي قطعة قماش مشتعلة للإيحاء، وكانت بداية المشهد فتح الفنانة نورا الباب لتجد أمامها الفنانة الهام شاهين مشتعلة بالفعل واستطاع الممثل الكبير عادل غندور أن ينقذ الموقف وينقذ الهام شاهين من حادثة كادت تودي بحياتها، تم وقف المسلسل لفترة حتى تعافت الهام شاهين وقرر العلمي عدم تجسيد أي مشهد حريق في أفلامه وقام بإلغاء المشهد من المسلسل.

في مسلسل “هو وهي” كان يريد أن يصنع 15 حلقة كما هو متفق مع التلفزيون ولكن الفنانة سعاد حسني رفضت وأصرت على 10 حلقات فقط رغم جميع محاولاته في إقناعها إلا أنها أصرت على 10 حلقات أو إلغاء العقد ويرجع ذلك لخوفها كونها التجربة التلفزيونية الأولى، وقال عنها العلمي: "وضعتني سعاد حسني في موقف محرج أمام التلفزيون".

كان يتمنى العلمي أن يعمل مع الفنانة فاتن حمامة وحاول جاهدا لذلك وكان يريد عمل المسلسل الإذاعي "البراري والحامول" وتحويله لعمل تلفزيوني وبالفعل وافقت فاتن حمامة ولكن تعطل المشروع وتم عمل المسلسل بعد ذلك ولكن دون فاتن حمامة أو يحيى العلمي.

أيضا كان من المقرر أن تقوم الفنانة نور ببطولة مسلسل دموع صاحبة الجلالة وبالفعل تم الاتفاق وإبرام العقد، كما تم الاتفاق أيضا على فيلم ميت عقبة بطولة نور ونور الشريف وبعد إعداد التجهيزات اللازمة اعتزلت الفنانة نورا سنه 1991، واختار العلمي الفنانة عبلة كامل لمسلسل دموع صاحبة الجلالة وتم إلغاء فكرة فيلم ميت عقبة ورغم محاولات الفنان نور الشريف إلا أنه أخبره أنه لا يرى غير نور تصلح لهذا الدور.