دفاعًا عن حقوق المرأة والمجتمع
تعد وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من حاضنات العنف المسلط على المرأة وبأشكال مختلفة قد تنجح في إخفاء أوجه العنف فيها تحت مسميات الترفيه والموضة وغيرها من الأنشطة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتشكل في حقيقة الأمر ضغطًا على النساء يبلغ درجات العنف النفسي.
خرج علينا أمس أحد المشايخ يقول (اتحجبي أو هتتقتلي)، هل هذا يقال في مصر؟!
هل أصبح الحجاب هو الملاذ الآمن للخروج للشارع؟!
هل محكوم علينا بارتداء الحجاب حتى لا نقتل في وسط النهار؟!
هل "القفة" التي تحدث عنها الداعية هي الحل للتحرك الآمن في الشارع المصري؟ وإلى متى تظل المرأة المصرية مهددة في وضوح النهار وظلام الليل؟! وإذا كان هناك قانون فاعل لا بد أن يكون هذا الداعية في النيابة الآن ليتم التحقيق معه، ما نراه هو تدمير لسمعة مصر بشكل عام وليست سمعة المرأة المصرية فقط. يراودني السؤال مرة بعد مرة، هل لبس الحجاب هو فقط حماية من القتل أم معتقد ديني؟ وهل هذه حكمة الحجاب؟
أصدرت منظمة العفو الدولية عام 2018 تقريرًا بعنوان "تويتر السام" رصدت فيه "فشل "شركة تويتر" في احترام الحقوق الإنسانية للمرأة بسبب ردها غير الكافي وغير المؤثر على العنف والإساءة".
أقسى جملة باسمعها في مصر "كويس إني مخلفتش بنت" برغم إن اللي ماخلفش بنت ماشافش حب ولا حنان، لكن الشارع ضدها وبيقهرها.
أصاب مجتمعنا فيروس قاتل ووبائى سريع الانتشار أخطر من كورونا اسمه الإجرام وقلة الأدب والبلطجة وغياب الإدراك بفعل المخدرات.. باختصار نحن فى مجتمع الزومبي.
جريمة ذبح طالبة المنصورة صادمة، لكن الصادم الأكبر هو تبريرها الجريمة بملابس الضحية وشعرها المكشوف!
لذا فإنني أستنكر واقعة القتل التي حدثت أمام جامعة المنصورة، وأدعو الجميع للتكاتف لبحث أسباب هذه الظواهر الإجرامية التي باتت تهدد مجتمعنا والوقوف على أسباب ارتفاع معدلات العنف ضد المرأة بصفة خاصة وبين الشباب بصفة عامة بهذا الشكل المفزع.
وهنا نراجع معًا جزءًا من تقارير منظمة الصحة العالمية الذي يرصد تعرض واحدة من كل ثلاث نساء في العالم، لعنف جسدي أو جنسي خلال حياتهن، أي نحو 736 مليون امرأة، بحسب تحليل حديث أجرته منظمة الصحة العالمية.
وإلى متى يظل الوضع على ما هو عليه من إهدار لحق المرأة في حياة كريمة، وتجاهل حقوق المرأة في ممارسة حياتها اليومية بشكلها الطبيعي؟!
سؤال آخر: ماذا يفعل الأزهر بهذه الميزانية الضخمة "٢٦ مليار جنيه"؟.