محلل سياسى: مصر دائمًا فى مقدمة الصفوف العربية الساعية لإنقاذ لبنان
قال محمد الرز، المحلل السياسي اللبناني، إن أزمة الكهرباء في البلاد تفاقم منذ أواخر عام 2013، لتبادر مصر على الفور وتمد يد العون إلى لبنان لمعالجة الأزمة، عبر طرح مشروع يقضي بإنشاء معمل لتوليد الكهرباء يغطي كل لبنان خلال 6 أشهر، ويتمكن بعد سنة من بيع الكهرباء إلى دول الجوار وبتكلفة إجمالية 1.5 مليار دولار.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "الطبقة الحاكمة في لبنان أهملت هذا المشروع الحيوي وقامت باستئجار بواخر من دول أخرى لتأمين الكهرباء جزئيا لمدة أربع سنوات مقابل 4 مليارات دولار"، لافتاً إلى أن هذا الواقع يشكل صورة واضحة لكيفية تعامل الطبقة السياسية اللبنانية مع قضايا الوطن وما يندرج تحته من مصالح شخصية وحزبية وفئوية أدت إلى هذا التدهور الكبير في لبنان ماليا واجتماعيا واقتصاديا وشكل أزمة خانقة لم يشهد لها لبنان مثيلا منذ الحرب العالمية الأولى عام 1914 .
القاهرة تسارع لإنقاذ لبنان
أكمل المحلل السياسي: "القاهرة أدركت حجم وحقيقة المعاناة التي يعيشها اللبنانيون وانفتاح ساحتهم الوطنية على مختلف أنواع التدخلات الأجنبية شرقا وغربا فدعا الرئيس عبدالفتاح السيسي المسؤولين السياسيين في لبنان إلى وضع مصلحة وطنهم أولا قبل أي مصلحة أخرى، وكان الرئيس السيسي في كل مرة يزور فيها مسئولا لبنانيا يعطي توجيهاته بتقديم كل المساعدات التي يحتاجها لبنان، وهذا ما لمسناه في زيارات الرئيس سعد الحريري والرئيس نجيب ميقاتي والوزراء اللبنانيين إلى القاهرة، كما شاهد اللبنانيون بأم العين كيف بادرت مصر إلى تقديم كل أنواع الإغاثة إلى بلدهم عقب الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، وحينما قررت الحكومة اللبنانية طلب استجرار الغاز المصري لزيادة ساعات الإنارة بالكهرباء كان التجاوب المصري سريعا، بل فوريا".
ونوه “الرز” إلى أن قضية "قانون قيصر" الأميركي ضد سوريا وعملية التمويل الأممي تسببا في تأخير تنفيذ المشروع، إلا أن الطبقة الحاكمة كان لها دور في عرقلة المشروع انحيازًا لمصالحها الضيقة، مردفاً: "لكن الوقائع فرضت نفسها وكشفت حقيقة هؤلاء المتاجرين بحقوق الشعب اللبناني".
واختتم الرز حديثه قائلاً: "وبالنتيجة فإن توقيع هذه الاتفاقية يدل بوضوح على أنه لا يوجد حل للأزمات اللبنانية المتتالية إلا الحل العربي الاخوي المتوافق مع إرادة اللبنانيين المؤمنين بوحدة وسيادة وعروبة وطنهم، وهذا ما أثبتته كل مراحل تاريخ لبنان الحديث، وكانت مصر في كل مرة تتقدم الصفوف العربية لإنقاذ لبنان وحماية مؤسساته وصيانة مقوماته كدولة وطنية".