اعتراض واعتداء.. أزمة الباعة الجائلين فى الإسكندرية تتجاوز الحد التنفيذى

آفة ميدانية لا علاج لها، فما بين مسئولية الجهات التنفيذية، وصراعات لقمة العيش تدور الدائرة المغلقة، لتصبح الحلول الموضوعة مؤقتة ولا فاعلية لها، لتنتهي حملات الإزالة ويعود الوضع كما هو عليه من قبل بكل أحياء المحافظة. 

فروشات غير قانونية حملت عليها مختلف البضائع من المأكولات والأطعمة أو من الملابس أو غيرها من المستلزمات، تزدحم بالشوارع والطرقات لتعوق حركة المارة والمرور، علاوة على التصرفات غير القانونية من سرقة التيارات الكهربائية التي تكون سببا في هلاك تلك الفروشات ولتحترق بسبب الماس الكهربائي الذي يلتهم كل شيء، ليكون المبرر "كسب لقمة العيش". 

محاولات من الجهات التنفيذية بمحافظة الإسكندرية بوجود حلول فعلية لحل أزمة الباعة الجائلين الذين اكتظت بهم شوارع عروس البحر المتوسط في مشهد غير حضاري، لكن دائما ما يتم اعتراض تلك المحاولات، فالأسواق البديلة وتقنين أوضاعها بعيدا عن تلك الصورة العشوائية حلول غير مرضية لهم. 

ولن يتوقف الرفض على الاعتراض فقط، أصبحت هناك اعتداءات على رجال حملات الإزالة، ليكون آخرها اعتداء أصحاب المحال التجارية والمقاهي بمنطقة العصافرة بحي المنتزة ثان على موظفي الحي ورجال حملات الإزالة، وتطاول الأمر لحد الاشتباكات فيما بينهم، على الرغم من رفض سكان وأهالي المنطقة هذه الإشغالات وورود شكاوى عدة للحي لتنفيذ حملة إزالة الإشغالات التي اعترضت منتصف الطريق وتوسعة الشارع لحجمه الأصلي.

وليسبق هذا التصرف، اعتراض أصحاب الفروشات الشاغلة للطريق بمنطقة المنشية القديمة بحي الجمرك حملات الإزالة لعدم تنفيذها، وتطاول الأمر لمظاهرة كبيرة للباعة الجائلين على مسئولي الحي التنفيذي، مرددين "سيبونا ناكل عيش".

وبنقطة المراقبة التي وضعتها المحافظة على أول شارع السوق بمنطقة باكوس التابع لحي شرق، كانت الفكرة التنفيذية لعدم عودة الشغب والإشغالات لذلك الشارع مرة أخرى؛ ليتوسع الشارع من الباعة الجائلين ليعتلوا الرصيف الجانبي، وليتسع الشارع بحجمها الطبيعي البالغ تقريبا 10 أمتار، وليستمر هذا الأمر قرابة الـ60 يوما، ولكن بمجرد ذهاب وحدة المراقبة اختفت تلك المساحة وعاد الأمر كما هو عليه. 

وعلى الرغم من السوق الحضارية التي نفذت ضمن تطوير ميدان محطة مصر وسط الإسكندرية لإزاحة الباعة الجائلين ونقلهم لتلك السوق المكون من عدة طوابق في إطار تنظيمي مقنن، إلا أن الأمر لن يجد قبولا لدى الباعة الجائلين، هل لكونهم اعتادوا على العشوائية، أم لخوفهم من الإطار القانوني لعملهم. 

وأوضح اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، أن هدف السوق الحضارية القضاء على أزمة الباعة الجائلين ومراعاة ظروفهم الاجتماعية، مؤكدا أنه تم إنشاء سوق حضارية متكاملة على أحدث طراز عالمي يضاهي الأسواق الأوروبية، وذلك في إطار رؤية المحافظة لتطوير الميادين والمخطط الاستراتيجى العاجل للقضاء على الأسواق العشوائية بتوفير بدائل حضارية للباعة الجائلين مراعاة لظروفهم المعيشية.

وتابع الشريف، أنه تم حصر الباعة الجائلين بشكل دقيق وكامل قبل تنفيذ المشروع بنظام القرعة، حيث سيتم البدء في إجراءات تسكين الباعة الجائلين بالسوق الحضارية، مشددًا أنه عقب الانتهاء من تسكين الباعة الجائلين لن يسمح نهائيًا بتواجد لأي من الباعة الجائلين بالميدان، وسيتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية الرادعة تجاه المخالفين.