شركة «ديزنى».. تاريخ أسود داعم للمثلية بدأ منذ سنوات
"سندعم المثلية الجنسية والتحول الجنسي من خلال شخصيات جديدة أو من خلال عرض الشخصيات القديمة بشكل مختلف"، تصريحات "سوزان أرنولد" رئيسة مجلس إدارة شركة "ديزني العالمية" الأخيرة التي أثارت موجة من الغضب العارم في المجتمعات العربية وبعض المجتمعات المحافظة الأخرى نتيجة خوف الآباء والأمهات على أبنائهم من المحتوى المٌتطرف الذي تنوي الشركة التي تعلق أطفالهم بشخصياتها طوال سنوات.
دعم "ديزني" للمثلية الجنسية هل كان وليد لحظة الإدلاء بهذه التصريحات أم كان مٌخططًا من قبل ينفذ تدريجيًا ليٌعلن صراحة بالنهاية؟.. نحاول في هذا التقرير الإجابة عن هذا السؤال من خلال سرد تاريخ الشركة والتعرف على هوية "سوزان أرنولد" رئيس مجلس إدارتها والمتحدث الحالي بشأن سياستها.
الدعم من خلال عرض واقع شخصي
قبل إدلائها بتصريحاتها الخاصة بعرض الأفلام الداعمة للمثلية الجنسية للأطفال قالت سوزان، رئيسة مجلس إدارة شركة "ديزني" أنا أم لولدين مختلفين، أحدهما trans g ender "متحول جنسي"، والآخر"pan se xual" أي لديه ميول جنسية، كما أشارت إلى وجود العديد من الأطفال أصحاب الميول الجنسية في مجتمعاتنا، معبرة عن أن ذلك شيء يسعدها "ربما هي دموع الفرح".
لم يكن التصريح الأول لديزني بدعم المثلية
تطرقت شركة Disney لأول مرة إلى المثلية الجنسية مثيرة للكثير من الجدل عام 2017، من خلال النسخة الجديدة من فيلم الرسوم المتحركة Beauty and The Beast بسبب مشاهد المثلية الجنسية بين شخصية "ليفو" التي يقدمها الممثل جوش جاد وشخصية "جاستون"، التي يجسدها لوك إيفانز، والفيلم يدور حول علاقة الحب الخرافية بين أمير في هيئة وحش "دان ستيفنز" وامرأة جميلة تقع في غرامه "إيما واتسون".
وبعدها ووفقًا لما ذكرته صحيفة Metro البريطانية ظهر مشهد من خلال الحلقة الأخيرة من المسلسل الكوميدي العائلي Andi Mack منذ أكثر من عامين بين "سايرس"، البالغ من العمر 13 عاما، الذي يكن مشاعر لزميله في الدراسة "آندي" قبل أن يعترف كل منهما للآخر بحقيقة مشاعره من خلال إمساك أيدي بعضهما البعض، وظهر خلال المشهد سؤال "سايرس" لزميله: هل لديك شيء آخر لتقوله لي قبل أن يرد عليه "آندي" بنعم، ثم يمسك بيده ثم تبتعد الكاميرا شيئا فشيئا عن الثنائي، وبذلك كان هذا أول ترويج علني للمثلية الجنسية من خلال قنوات Disney التليفزيونية، ليكون بذلك ثاني تناول للمثلية الجنسية تتبناه "ديزني".
وحينها قال مخرج الفيلم بيل كوندون، لمجلة Attitude البريطانية المعنية بأخبار المثليين، إن شخصية "ليفو" التي سيقدمها الممثل جوش جاد، تحمل مشاعر لشخصية "جاستون"، التي يجسدها لوك إيفانز، وإن هذه الأفكار الرومانسية ليست مجرد ضمنية، كما أوضح أن "شخصية (ليفو) متقلبة، ففي مرة يتمنى أن يصبح مثل (جاستون) ومرة أخرى يتمنى أن يُقبله، لأنه لا يعرف ماذا يريد".
وتابع: "هو فجأة يدرك أن لديه هذه المشاعر المختلطة، والحقيقة أن الممثل جوش جاد يقدمها بخفة وطريقة شيقة، وسيكون لهذا تأثير على النهاية التي لن أفصح عنها"، مشيرًا إلى أن الفيلم سيتضمن لحظات مثلية في عمل من إنتاج Disney.
- بالعام الماضي بسبب مشاهد جنسية وعلاقة مثلية، قرر بعض الدولة العربية، وهي: "السعودية، والكويت، وقطر"، منع عرض فيلم "الأبديون Eternals"، الذي تضمن بطلًا خارقًا مثلي الجنس، في سلسلة مارفل للأبطال الخارقين، وهو الأول من نوعه في هذه السلسلة، وتوزعه شركة "ديزني" التي رفضت حذف المشاهد الجنسية منه.
نفاق في المواقف
على الرغم من ظهور المثليين من قبل في مسلسلات ديزني ودعمها لهم، إلا أنها اتبعت بفترة سابقة سياسة النفاق حسبما أطلق عليها البعض، وذلك بسبب التناقض في مواقفها، وتحديدًا إدانتها علنًا ما يسمى بمشروع قانون "لا تقل مثلي الجنس" في فلوريدا وفي الوقت نفسه حذفها مشاهد تتعاطف مع المثليين من أفلامها، ويأتي ذلك الحذف طواعية للإفلات من رقابة الحكومات الأجنبية المعادية للمثليين.
وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن "ديزني" قامت بتعديل وحذف مشاهد من أربعة أفلام روائية حديثة على الأقل من أجل إرضاء آراء القيادة في الصين وروسيا والشرق الأوسط، وقد طال الحذف مشاهد من فيلم "لايت يير، وهو فيلم من إنتاج شركة بكسار يصور القصة الأصلية لشخصية توي ستوري باظ يطير، بعد أن اختار مديرو استديوهات ديزني حذف مشهد تقبيل بين شخصين من نفس الجنس من الفيلم.
احتفال غير رسمي بالمثليين
كانت قد أقامت "ديزني لاند" من قبل احتفالًا غير رسمي بالمثليين جنسيًا في عام 2014، ووفرت "ديزني"، عام 2017 في حدائقها، قبعات لزوارها خاصة بالمثليين، والتي تتشكل في صورة آذان شخصيتها الأشهر على الإطلاق "ميكي ماوس"، وملونة بألوان قوس قزح.
احتفالها بالمثليين لأول مرة رسميًا
أعلنت شركة "ديزني" الأمريكية عام 2018، عن تنظيمها، وللمرة الأولى في تاريخها، احتفالا خاصا بمجتمع المثليين جنسيًا، وأقيم الاحتفال الذي حمل اسم "الكبرياء السحري"، في مدينة "ديزني لاند" في العاصمة الفرنسية باريس، في الأول من يونيو، وذلك بحسب شبكة "سي بي إس" الأمريكية.
كما قالت "ديزني لاند باريس"، حينها، عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت: "ارتدي مثل الحلم، وأشعر بالروعة، واختبر حديقة استديوهات (والت ديزني) كما لم تشهدها من قبل، بصوت عال وفخور، مع كل ألوان قوس قزح".