الحبوب الأوكرانية.. أمل الجميع لإنقاذ الأمن الغذائي العالمي وروسيا تطرح خيارات تصديرها

حالة من الخوف والترقب في الأسواق العالمية بسبب حصار القوات الروسية للحبوب الأوكرانية، الأمر الذي يلقي بظلاله أيضا على أزمة غذاء عالمية، وسط اتهامات غربية لروسيا بأنها السبب في هذه الأزمة.

وتعقيبا على مقترح روسيا بالتنسيق مع تركيا لنقل الحبوب الأوكرانية، أعلنت وزارة الزراعة الأوكرانية اليوم الثلاثاء، أنه حتى لو رفعت روسيا الحصار عن الموانئ، ستحتاج كييف إلى حوالي 6 أشهر لإزالة الألغام من البحر.

وفي التقرير التالي، نوضح تداعيات هذا الأمر على الأمن الغذائي العالمي، وردود الفعل الدولية بعد قرار روسيا بالسماح بخروج الحبوب الأوكرانية ورفض أوكرانيا خروجها من بيلاروسيا.

وفد روسي في أنقرة لبحث نقل الحبوب

 يتوجه وفد روسي إلى العاصمة التركية أنقرة اليوم، لبحث تسهيل نقل الحبوب الأوكرانية إلى موانئ أوروبا، ومن هناك إلى موانئ البلدان النامية، وفقا لما أفادت به وسائل إعلام روسية.

أوكرانيا ترفض تصدير الحبوب عبر بيلاروسيا

وفي سياق متصل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس إن بلاده ترفض خطة تصدير حبوبها بالسكك الحديدية، عبر بيلاروسيا للالتفاف على حصار روسيا لموانئها على البحر الأسود، مشيرا إلى أن ما يصل إلى 75 مليون طن من الحبوب قد تعلق في أوكرانيا في خريف هذا العام.

ومن جانبها قالت بيلاروسيا، الحليفة الأقرب لروسيا، إنها مستعدة للسماح بمرور الحبوب الأوكرانية عبر أراضيها إلى موانئ بحر البلطيق، ولكن إذا سُمح لبيلاروسيا أيضاً بشحن بضائعها من تلك الموانئ.

وتابع: أوكرانيا تناقش مع بريطانيا وتركيا، ضمان سلاح بحرية دولة ثالثة لمرور صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، الذي تهيمن عليه روسيا.

روسيا ترفض تصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا 

فيما شدد وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" على رفضه محاولات حل مشكلة تصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا  من خلال قرار لمجلس الأمن الدولي، ووصف هذه المحاولات بالألاعيب القديمة.

وسبق وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وجود عدة خيارات لتصدير الحبوب  الأوكرانية، بما فيها عبر ميناء أوديسا بعد نزع الألغام منه، أو عبر مينائي ماريوبول وبيردينسك  الخاضعين للسيطرة الروسية، أو حتى عبر نهر الدانوب أو أراضي بيلاروسيا.

أمريكا تتهم روسيا بسرقة الحبوب الأوكرانية 

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن التقارير التي تفيد بأن روسيا "تسرق" الحبوب الأوكرانية "موثوقة"، وأن روسيا تريد تحقيق الربح من خلال بيع هذه الحبوب .

وأضاف بلينكن، أن أزمة قطاع الحبوب "متعمدة" من قبل روسيا، كما اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"الابتزاز" لرفع العقوبات الدولية.

وأِشار بلينكن إلى أن موسكو بدأت بالفعل في الاحتفاظ بصادراتها الغذائية بعد فرض "حصار بحري في البحر الأسود يمنع نقل المحاصيل الأوكرانية" حول العالم.

وأضاف أنه "الآن بسبب الحصار البحري العسكري الروسي لا تستطيع أوكرانيا نقل المحاصيل إلى الوجهات العادية"، مشيرا إلى أنه "في المخزونات بالقرب من أوديسا وعلى متن السفن العالقة في ميناء أوديسا نحو 20 مليون طن من القمح بسبب هذا الحصار".

الأمم المتحدة تحذر من أزمة غذاء عالمية

حذرت الأمم المتحدة، من تهديد الأمن الغذائي العالمي بسبب نقص الحبوب، وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش إن الحرب أدت إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائى في الدول الفقيرة بسبب ارتفاع الأسعار.

وأضاف جوتيريش أن العالم قد يواجه نقص إمدادات الغذاء عالميا في الأشهر المقبلة، إذا لم تتم إعادة الصادرات الأوكرانية إلى مستويات ما قبل الحرب، مشيرا إلى أن الصراع يهدد بدفع عشرات ملايين البشر إلى حافة انعدام الأمن الغذائى، وما يترتب عليه من سوء التغذية وجوع جماعى، بل ومجاعة.