له أسماء عديدة.. حكايات عن «جبل الطير» قد تعرفها لأول مرة
"أسبوع الزيارة" عبارة عن 7 أيام من الروحانيات يقضيها مرتادو "مولد العدرا" بجبل الطير، والذي يشهد طقوسًا عديدة ما بين باعة الحلوى والآيس كريم المنتشرين في كل مكان، والمراجيح ورسم الوشم، وعزف المزمار والطبول، والألعاب الشعبية، ورائحة البخور في كل مكان، وسط ضحكات الأطفال وحديث الرجال، وزغاريد النساء.
فما الحكاية؟.. يحتفل ما يقرب من مليوني مسلم ومسيحي من كل أرجاء المعمورة، في نهاية شهر مايو من كل عام، بمولد السيدة العذراء بجبل الطير بمركز سمالوط التابع لمحافظة المنيا، والذي تم إدراجه ضمن رحلة الحج المسيحي العالمي بعد موافقة ومباركة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، وبدأت الاحتفالات بالتحديد يوم 30 مايو، فهو الموعد السنوي للاحتفال في جبل الطير، ويستمر حتى صباح 6 يونيو.
بحسب تقرير نشر بجريدة "القاهرة" بعددها رقم 1141 الصادر بتاريخ الثلاثاء 31 مايو الماضي، أخذتنا الدكتورة سهى على رجب في رحلة إلى جبل الطير ولـ"دير العدرا" لمعرفة القصة الكاملة للدير، وحكايات عديدة عن جبل الطير وسبب تسميته بهذا الاسم، لتشير في البداية إلى أن السيدة العذراء مريم وولدها سيدنا عيسى عليه السلام احتميا ثلاثة أيام في جبل الطير ودير العدرا، وبسبب ذلك أصبح جبل الطير قِبلة لملايين البشر على مدار عقود، وأوضحت أنها سمعت عن جبل الطير حكايات كثيرة، وأول ما لفت انتباهها أن له عدة أسماء منها "جبل الطير، جبل الكف"، وأحيانا جبل البكرة، أو دير البكرة، ولكل تسمية من تلك التسميات حكاية.
وفي حديثها مع القس ثاؤفليس القس متى، وهو كاهن وابن كاهن من كهنة دير العدرا بجبل الطير، كشف عن أن دير العذراء بجبل الطير يعتبر من محطات رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، حيث تذكر المراجع الكنسية أن العائلة المقدسة وصلت إلى منطقة جبل الطير قادمة من قرية البهنسا في مركز بني مزار شمال محافظة المنيا خلال رحلة هروبها من بطش الرومان، والكنيسة الموجودة داخل الدير تحمل اسم السيدة العذراء أنشأتها الملكة والقديسة هيلانة 328 ميلادية وجددها الأنبا ساويرس مطران المنيا والأشمونين 1938م، ويوجد داخلها مغارة تسمى السيدة العذراء اختبأت فيها العائلة المقدسة 3 أيام.
وأوضح القس تاؤفليس أن جبل الطير مخفي عن الأعين البشرية خلال رحلة العائلة المقدسة، ولم يكن يتوقع أحد أن تتواجد في ذلك المكان، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يأتون إلى دير السيدة العذراء بجبل الطير يتركون رسالة مدونًا فيها أمنياتهم وطلباتهم إلى السيدة العذراء.
وأضاف أن العائلة المقدسة لم تستقر في مكان واحد في مصر، إنما تنقلت بين جنباتها من ساحل سيناء إلى دلتا النيل حتى وصلت إلى أواسط الصعيد، حيث دخلت إلى مصر عن طريق صحراء سيناء من جهة العريش والفرما، لترتحل إلى العديد من المدن المصرية، ورغم ذلك فإن جبل الطير يأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في محطات رحلة العائلة المقدسة بعد "دير المحرق" بأسيوط.
جدير بالذكر أن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر قامت المصادر الدينية والتاريخية القبطية بتقسيمها إلى ثلاث مراحل؛ الأولى "العريش - الفرما - تل بسطا - مسطرد - بلبيس - مدينة سمنود - سخا - وادي النطرون"، والثانية "المطرية - بابليون بمصر القديمة - منف - المعادي"، والثالثة "البهنسا - جبل الطير - الأشمونين - فيليس - قسقام - مير - جبل قسقام - جبل درنكة"، وقد أقامت العائلة المقدسة في بعض المدن أسبوعًا أو بضعة أيام، وفي مدن أخرى شهرًا أو أكثر، وكانت أطول مدة قضتها هي في جبل قسقام، حيث قضت 185 يومًا، واستمرت العائلة المقدسة في مصر حوالي أربع سنوات إلى أن مات "هيرودوس" الملك وحكم بدلًا منه "أرخيالوس".