بعد توقف 3 أشهر.. ما تأثير عودة رحلات الطيران الروسية على قطاع السياحة؟
طالت تبعيات الأزمة الروسية الأوكرانية جميع الدول، وأثرت على مختلف المجالات بها، وكان لقطاع السياحة المصرية نصيب كبير من التأثير، خاصة بعد توقف رحلات الطيران الروسية إلى مصر لمدة ٣ أشهر، حتى عادت إحدى شركات الطيران الروسي بتيسير أول رحلاتها لمصر.
,غادرت أولى الرحلات الروسية السياحية إلى مصر لأول مرة منذ بداية مارس من هذا العام، على متن طائرة "آيفلاي" إلى مدينة شرم الشيخ، ومن المقرر تشغيل الرحلات إلى مدينة شرم الشيخ يومي الأربعاء والسبت من "شيريميتيفو" إلى الغردقة، و يومي الخميس والأحد من "فنوكوفو"، ذلك وفقًا لما ذكرته وكالة "ريا نوفوستي".
أحمد حمدي: تنشط السياحة تدريجيًا بعودة الطيران الروسي الصنع
في البداية، أوضح اللواء أحمد حمدي، نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة الأسبق، أن الرحلات الروسية لمصر تشهد عودة تدريجية، ويؤثر ذلك على تنشيط القطاع السياحي في مصر؛ كونها تعتمد بشكل كبير على استقطاب السياح الروس.
وذكر أن الأزمة بين روسيا وأوكرانيا أثرت بشكل كبير على حجم الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، حيث تأثرت السياحة في مديني الغردقة وشرم الشيخ من التوقف بنسبة ٧٠٪، ولكن ستعود الأمور إلى طبيعتها تدريجيًا بعد عودة حركة الطيران الروسي بواسطة طائرات روسية الصنع.
وقال إن الطيران الروسي كان يعاني من مشكلة كبيرة جدًا، وهي اعتماده على طائرات الشركات الأوروبية والأمريكية، حيث توقفت تلك الطائرات الفترة الماضية منذ بداية الحرب نتيجة العقوبات الرادعة التي اتخذتها تلك الدول على روسيا، قد توقفت ٥٧٠ طائرة روسية تم استأجرها من السوق الأوربي والأمريكي.
أضاف "حمدي" أنه لم يكن أمام شركات الطيران الروسي وسيلة سوى الاعتماد على الطائرات السوخوية روسية الصنع التي تحمل على متنها أعداد قليلة من السياح، ومن ثم عودة الطيران إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة، مشيرًا إلى أنه بداية من الشهر القادم سوف تستقبل المطارات المصرية طائرات روسية تحمل على متنها أعداد كثيفة من السياح الروس.
واختتم نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة الأسبق، حديثه لـ "الدستور"، بأن عودة حركة الطيران سوف تؤدي إلى إنعاش حركة السياحة حتى لو بشكل طفيف، ولم تعد الفنادق تعتمد خلال الفترة الحالية على السياحة الداخلية والسياح الوافدة من الدول العربية فقط، بل سوف تولي اهتمامًا بالسياح الروس الوافدين".
هدى الملاح: عودة الرحلات الروسية يعزز قيمة الجنيه المصري
أكدت د. هدى الملاح، مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، على أهمية قطاع السياحة في الارتقاء بالاقتصاد المصري؛ كون السياحة تساعد في زيادة الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة الدخل القومي للأفراد بنسبة ٢٥٪ من إيرادات الدولة، وبالتالي لها أهمية كبرى في عوامل التنمية وازدهار الدولة.
وأوضحت خلال حديثها لـ "الدستور"، أن عودة السياحة الروسية على الأراضي المصرية لها العديد من الآثار الاقتصادية، عند توافد السياح الروس على مصر، سوف يتوافر العديد من التدفقات الدولارية، وبالتالي يزيد المعروض من الدولار، ومن ثم تعزيز للقيمة الشرائية للجنية المصري.
وأردفت: "عودة الرحلات تساهم في تعزيز الاقتصاد ، لها دور كبير في خلق العديد من فرص العمل لأكثر من مليون عامل، تتيح وظائف للعاملين في الفنادق وفي كافة الاماكن السياحية، منها الغردقة وشرم الشيخ والساحل الشمالي وأسوان وغيرها، فضلًا عن عودة تشغيل الفنادق والقرى والمنتجعات السياحية.
وأشارت "الملاح" إلى أنها تخلق نوع من التنمية المستدامة، فعند زيارة السياح المؤتمرات والمعارض، وشراء المنتجات المصرية، ورؤية الآثار في مصر، ونقل صورة تاريخية على آثار مصر، كل ذلك يعود على الاقتصاد المصري بالإيجاب عند الترويج للسياحة.
ولفتت مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى إلى أن الأموال التي تحصل عليها الدولة من انتعاش حركة السياحة سوف تنفقها على تطوير باقي القطاعات التنموية المختلفة بالدولة، سوف تشهد طفرة تنموية كبرى في القطاعات التعليمية والصحية وغيرها من مؤسسات الدولة المختلفة.