بعد أن طرد حلم الفن من حياته.. سؤال غير مجرى حياة الفنان إسماعيل يس
كان قد غادر القاهرة بعد أزمة ألمت به ورحل إلى بلده السويس، حينها شعر بأنه فشل في تحقيق حلمه في أن يكون مطربا وأنه لا بد أن يطرد الحلم من رأسه وأن يعود لكي يشارك والده في العمل في صياغة الذهب، حسبما ذكرت مجلة نورا في تقرير لها عن الفنان الكبير إسماعيل يس.
وحين وصل إسماعيل وجد أن والده في حالة يرثى لها، كان يرتدي ملابس رثة تماما، وقد تدهورت صحته بشكل ملحوظ، وفي نفس اللحظة تصادف مرور أحد الشباب من أعيان السويس وشاهد المنظر وإسماعيل يس يحتضن أبيه ويبكي بقوة، فسأل عن السبب وكان هذا السؤال هو السبب في تغيير حياة اسماعيل يس كلها فيما بعد.
كان السائل من أسرة قدري باشا في السويس، وهي الأسرة التي تعتبر من الأسر الثرية وحين عرف أن إسماعيل يس يبكي وضعه ووضع والده أشفق عليه ومنحه مبلغا من المال وطلب منه أن يزوره في القاهرة حيث يقيم.
بعدها قام إسماعيل يس بتغيير شيئا من أوضاع والده بالمال الذي أخذه من الثري السويسي وأعطاه ما تبقى لديه من نقود، ولم يتبقى سوى أجرة القطار تمهيدا لرحلة جديدة نحو القاهرة، بعدها قصد السكة الحديد وعاد مجددا للعاصمة.
وفور وصوله توجه إسماعيل يس لقصر قدري باشا واستطاع بعد ساعات أن يكسب ثقة واعجاب جميع سكان القصر، فقد دخل عليهم بظله الخفيف وراح يروي لهم النكات والحكايات المضحكة، وسعدوا به كثيرا، وبدأوا يعاملونه معاملة طيبة، وبعد أيام فقط بات وكأنه واحد من أفراد الأسرة.
وعينه الشاب الذي استدعاه سكرتيرا خاصا له وفي ذلك الوقت كانت أسعد أوقات إسماعيل هي التي يقضيها في المساء بين المسارح، وبدأ اسماعيل من خلال السهرات في التعرف على نجوم المجتمع من أمثال: حسين المليجي وسيد سليمان ومصطفى صالح وحسين إبراهيم وغيرهم.
وحفظ مونلوجاتهم وعادت أحلام الفن تراوده لكي يصبح مطربا مثل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وبعد الكثير من السهرات وجد في نفسه ميلا للمونولوج الفكاهي وبات يقلد أصحاب المونولوجات وراح يرددها وكان الجميع يشجعونه ويصفقون له، الى أن حزم أمره على احتراف غناء هذا النوع من المونولوجات وشجعه على ذلك شاب من أبناء الذوات وعرف يس أن أبو بثينة هو المؤلف لكل المونولوجات التي يسمعها فذهب إليه لزيارته وروى له قصة حياته وطلب منه أن يشجعه لأنه لا يملك ثمن المونولوج وكانت دهشة اسماعيل كبيرة حين حقق أبو بثينة امنيته وأعطاه مونولوجا حمله للملحن ابن الذوات ليلحنه له بالمجان، ومن هنا بدأت أسطورة إسماعيل يس.