بعد غياب عامين.. مخرجو نوادى المسرح يكشفون تجربتهم فى الدورة الـ29
بعد غياب عامين، أطلقت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة المخرج هشام عطوة، فعاليات المهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته الـ29، والذي تنفذه الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، من خلال الإدارة العامة للمسرح التي يرأسها مهندس الديكور محمد جابر، ويدير المهرجان المخرج محمد طايع مدير إدارة النوادي، والذي تستمر فعالياته حتى 30 مايو، وتقام عروضه على مسرح المركز الثقافي بالجيزة وأوبرا ملك برمسيس في تمام الساعة السادسة مساءً طوال أيام المهرجان.
وتشهد الدورة الـ 29 لمهرجان النوادي، مشاركة أكثر من 20 عرض مسرحي، منهم: "تحديد مسار" للمخرج عمر لطفي، و"أعلى المنحدر" للمخرج ياسر فوزي، و"ظلال" للمخرج محمد سالم، و"صيد الفئران" للمخرج شادي عزت، و"اسمها أنثى" للمخرجة همت مصطفى، و"ذاكرة صفراء" للمخرجة صافيناز محمد، و"حريم النار" للمخرج علي مدحت علي، وغيرهما.
زيادة إنتاج مشاريع نوادي المسرح
وقال المخرج محمد طايع، مدير إدارة نوادي المسرح، إن التحضيرات هذا العام بدأت مبكرًا، خاصة أن إدارة المسرح وإدارة النوادي والهيئة العامة لقصور الثقافة، كان لدينا النية الحقيقية لإقامة المهرجانات الختامية هذا العام؛ لأنها متوقفة منذ عامين بسبب أزمة كورونا، وبدأنا الخطة بداية من شهر سبتمبر الماضي لتقديم المشاريع على مستوى الجمهورية، وتقدم هذا العام 250 مشروعًا مسرحيًا، وهذا كان يعتبر تحديًا كبيرًا، وقمنا بإرسال لجان مشاهدات لهذه المشاريع، بالإضافة إلى زيادة عدد الإنتاج لنوادي المسرح، حيث تم اختيار 137 عرض مسرحي على مستوى الجمهورية للإنتاج، وهذا الموسم شهد ضعف الإنتاج عن العام الماضي، مشيرًا إلى أن ذلك بتوجيهات من المخرج هشام عطوة رئيس هيئة قصور الثقافة، وأحمد الشافعي رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، والمهندس محمد جابر مدير الإدارة العامة للمسرح.
وأضاف "طايع"، أن هذا العام شهد زيادة إنتاج لمشاريع نوادي المسرح، بالإضافة إلى إقامته مبكرًا من أجل المهرجان الختامي للنوادي خاصة بعد توقفه عامين، ثم قدمنا 6 مهرجانات إقليمية على مستوى أقاليم جمهورية مصر العربية ، وتم اختيار عروض للتصعيد من قبل لجان المشاهدة، والآن نشهد 24 عرضًا مسرحيًا بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح، وهذا عدد ليس قليل، ويستمر المهرجان على مدار 12 يومًا.
ووجه مدير إدارة نوادي المسرح، الشكر لجميع لجان التحكيم والمناقشات في الأقاليم، وأيضًا جميع فناني نوادي المسرح الذين بذلوا جهدًا كبيرًا لإقامة المهرجان، لافتًا إلى أن المهرجان استفاد منه 5 آلاف فنان ومبدع على مستوى أقاليم مصر كلها، وهذا رقم قياسي.
وأوضح "طايع"، أن اعتماد المخرجين يرجع مرة أخرى من خلال عروض نوادي المسرح فقط، بالإضافة إلى أن الإدارة تدعمهم في دخول مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، وتمثيل مصر في المهرجانات الدولية، ولذلك مخرجي عروض نوادي المسرح ندعمهم دائمًا، وسيتم خلال الفترة المقبلة تقديم ورش للمخرجين فقط المتميزين في نوادي المسرح لدعمهم واستمراريتهم في المسرح المصري.
وقال المخرج عمر لطفي، مخرج عرض "تحديد مسار"، إن العـرض يقول أننا يدور في أذهاننا دائمًا تساؤلات عدة حول الصواب والخطأ وما أصلهما، ودائمًا لدى النفس البشرية عناصر الإغواء التي تدفعها للخطأ، ويتحاور الإنسان مع نفسه دائمًا ويظل هذا الصراع داخله، لأن لديه الفضول وحب التجربة وخوضها.
وعن تجربته في النوادي، أشار لطفي، إلى أنه عانى مـن الروتيـن خلال تجربة النوادي، لافتًا إلى أن ميزانية الإنتاج 2500 جنيهًا خصم منها 35% ضرائب، بالإضافة إلى تحديد بنود، ولكن على المستوى الفني هناك عروض تستحق التأهل للمنافسة، وهناك عروض أخرى لا تتخطى لجنة المشاهدة من وجهة نظري.
وقالت المخرجة صافيناز محمد، مخرجة عرض "ذاكرة صفراء"، إن العرض تدور أحداثه حول ذاكرة الحروب وانعكاساتها على النفس البشرية، حيث تدور الأحداث حول الطفل الذي كان يلعب في الحديقة برفقة والدته قبل أن تأتي غارة وتقتلها أمام عينيه، في حين يصاب هو بتشوه في الوجه نتيجة انفجار لغم، وتبدأ الأحداث في التطور.
ونوهت "محمد"، بأن النص يناقش ظاهرة التنمر في المجتمع، بالإضافة إلى تسلط الأهل وتدخلهم السافر في حياة الأبناء مما يعرضهم لخطر المرض النفسي والعقد المستعصية.
وقالت المخرجة همت مصطفى، مخرجة عرض "اسمها انثى"، إن العرض عبارة عن حوار مستمر بين عقل ووجدان وذاكرة الأنثى، الطفلة والبالغة والمراهقة والمرأة والعجوز، وبصفتهن الأبنة والأخت والزوجة والأم، وفي علاقتهن بالرجل في المجتمع المصري، وصراعاتهن ومشاركتهن في البيت والدراسة والعمل والشارع، وغير ذلك.
ولفتت "مصطفى"، إلى أن العرض يجسد بعض أمنيات الأنثى، ومنها الحصول على مساحة أكبر من الوعي والتفاهم والوجود في عوالم متغيرة، وأن تكون العلاقة مع الرجل أكثر وضوحًا وأمانًا وثقة واحترامًا.
وعن أبرز الصعوبات، نوهت بأن العرض كونه غرفة له خصوصية، ومن الصعب تقديمه في علبة إيطالية، ولكن إدارة المسرح بقيادة مهندس الديكور محمد جابر ومدير إدارة النوادي المخرج محمد الطايع تعاونا معي واستطاعا أن يوفرا لي قاعة لأقدم بها العرض، كما ذللوا كل الصعوبات التي واجهتني بحب واهتمام.
بينما قال المخرج حسام العمدة، مخرج عرض "هل المغنية صلعاء"، إنه مزج بين نصي "المغنية الصلعاء" و"الكراسي" وكلاهما للكاتب محمد أسامة، لافتًا إلى أن النصين يقومان على فكرة واحدة وهي الانتظار، حيث أنه يحاول في العرض تقديم معالجة جديدة لا تسير على طريقة تقليدية تقدم العبث عن دراسة مرتكزًا على "المخلص" الذي ينتظره الناس لإنقاذهم من روتين الحياة ورتابتها.
وعن الصعوبات، أوضح "العمدة"، أن هناك صعوبات خاصة بالمكان نفسه، حيث لم يكن متاحا دائمًا أو بسهولة نظرًا لكثرة عدد التجارب المشاركة في قصر الثقافة الواحد، ثانيًا الامتحانات، حيث أن أغلب من يعمل معي في مراحل دراسية مختلفة، بالإضافة إلى أنني حاولت تقديم صورة جيدة مريحة للعين بشكل يتناسب مع الإمكانيات.