كاتب أمريكي: ليس من الصواب معارضة انضمام فنلندا والسويد لـ«الناتو»
عبر الكاتب الصحفي الأمريكي هنري أولسن عن اعتقاده، أن من يعارضون انضمام كل من فنلندا والسويد لحلف شمال الأطلسي جانبهم الصواب.
ويشير الكاتب، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أن من يعارضون انضمام فنلندا والسويد للحلف يبررون موقفهم بأن انضمام الدولتين لن يضيف جديداً لقوة الحلف إلى جانب أن تلك الخطوة سوف تؤدي إلى استفزاز روسيا دون داعي، وأن المعارضين لتلك الخطوة يعارضون فكرة توسيع عضوية الحلف من حيث المبدأ.
ويقول أولسن إن من ضمن أسباب الاعتراض على ضم فنلندا بالتحديد إلى عضوية الحلف أن لها حدود مشتركة مع روسيا تصل إلى 830 ميلا وهو وضع من شأنه إثارة صراعات بين الجانبين.
ويرى الكاتب أن هذه الاعتبارات جديرة أن تؤخذ في الحسبان، إلا أنه عبر عن اعتقاده أن هناك عوامل كثيرة تؤيد الرأي الآخر، ويوضح أن تحالف الدول الأوروبية مع أمريكا ظل يشكل حجر الزاوية في السياسة الخارجية لواشنطن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والسبب في ذلك هو أنه إذا اندمجت اقتصاديات الدول الأوروبية مع اقتصاديات الدول غير الصديقة لأمريكا ستكون النتيجة الحتمية قوة اقتصادية كبيرة سينتج عنها دخول الولايات المتحدة في حرب سوف تخسرها بدون أدنى شك كما أن الوضع الناشئ عن هذا الدمج قد يعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر.
ويرى الكاتب أن هذه الحقيقة تظل ثابتة حتى في ظل الصعود المتنامي للصين والهند ودول أخرى والذي جعل الميزان العالمي لا يميل في صالح الدول الأوروبية، ولكن، كما يقول الكاتب، إذا اتحدت الدول الأوروبية مع الولايات المتحدة الأمريكية فسوف يكون الكيان الاقتصادي الناشئ عن هذا التحالف له ثقله ووزنه وأهميته لدى تحالف أوراسيا، الذي يضم الصين وروسيا وإيران، تجنباً لأي صراع محتمل.
ويشير الكاتب إلى أن كل هذه الاعتبارات تعني أنه يجب على الولايات المتحدة أن تفعل كل ما في وسعها لتهدئة الهواجس الأمنية الأوروبية وأن تسعى في نفس الوقت لكي تجعل الدول الأوروبية تأخذ بكل جدية المخاوف الأمريكية من كل من الصين وإيران.
ويقول الكاتب إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أصابت القوى الأوروبية التقليدية مثل ألمانيا وفرنسا بالصدمة لأنها كانت تتصور أن الاندماج الاقتصادي مع روسيا سوف يمنع الدب الروسي من محاولات التوسع.
ويضيف أولسن أن الدول الأوروبية أدركت الآن ضرورة إعادة تسليح جيوشها والاستعداد للمواجهة من أجل ضمان الحماية من الهيمنة الروسية بل وأصبحت الدول الأوروبية على استعداد لتحمل التكلفة العسكرية والاقتصادية لتحقيق هذه الحماية.
بالإضافة إلى ذلك، كما يرى الكاتب، فإن انضمام الدولتين للحلف لن يؤدي كما يقول البعض لإضعاف القدرات العسكرية للدول الأعضاء حيث إن لكل من فنلندا والسويد جيشهما وقدراتهما العسكرية كما أن لديهما صناعاتهما العسكرية بينما تسعى كلتا الدولتين في الوقت الحالي لزيادة ميزانية الدفاع في ظل العملية العسكرية الروسية الحالية في أوكرانيا وهو ما يجعل إنضمامهما لحلف الأطلسي يمثل إضافة جيدة للقوة الدفاعية المشتركة للحلف.
علاوة على ذلك، يقول الكاتب إن الولايات المتحدة فى حالة انضمام فنلندا والسويد للحلف لن تكون مضطرة لنشر الآلاف من القوات في أي من البلدين لحمايتها.
ويستطرد الكاتب قائلاً إن انضمام كل من فنلندا والسويد للحلف سوف يزيد من قدرته على حماية كل من استونيا ولاتفيا وليتوانيا - دول الحلف الأعضاء في منطقة البلطيق- في حالة تعرض أي منها لتهديد روسي، مضيفاً أن انضمام الدولتين للحلف سيكون له أثراً إيجابياً في حالة حدوث أية مواجهة مع الصين.
ويختتم الكاتب مقاله بدعوة هؤلاء المعارضون لانضمام كل من فنلندا والسويد لحلف الأطسي أن يعيدوا النظر في موقفهم ويؤيدوا انضمام كلتا الدولتين لعضوية الحلف.