في تذكار تكريسها.. أبرز المعلومات عن دير القديسة دميانة ببلقاس
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بتذكار تكريس كنيسة الشهيد القديسة دميانة ببلقاس علي يد الملكة هيلانة والدة الملك قسطنطين.
وقال ماجد كامل الباحث في التراث الكنسي، وعضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، إن للقديسة الشهيدة دميانة مكانة هامة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فكثير من الكنائس مبنية علي اسمها كما تسمى كثير من الأمهات بناتها باسم دميانة وذلك تبركا بهذا الاسم، وهي شهيدة مصرية عاشت في القرن الرابع الميلادي ولدت من أبوين مسيحيين في نهاية القرن الثالث الميلادي وكان أبوها يدعي مرقس وكان واليا علي منطقتي البرلس والزعفران
وواصل الباحث في التراث الكنسي، في سن الثامنة عشر كشفت لوالدها عن رغبتها في حياة البتولية فرحب والدها بهذا الاتجاه؛ وبني لها قصرا في منطقة الزعفران للتعبد لله فيه مع 40 عذراء نذرن نفسهن للبتولية وفي وسط هذه الأجواء اندلع الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور دقلديانوس فضعف والدها أمام تهديدات الوالي الوثني وقام بالتبخير والسجود للأوثان وعندما سمعت دميانة بهذه الأمر غضبت غضبا شديدا جدا وخرجت من قصرها لمقابلة والدها، وعندما قابلته قالت له " كنت أود أن أسمع خبر موتك عن أن تترك عبادة الله الحقيقي " وطلبت منه أن يعود لإيمانه المسيحي ولا يخاف الموت بل يخاف من القادر علي إهلاك النفس والجسد كليهما في جهنم، وألا يجامل الإمبراطور على حساب إيمانه .
وأضاف "كامل" ثم قرر أن يتوجه إلي إنطاكية لمقابلة دقلديانوس وجهر أمامه بالإيمان المسيحي فتعجب دقلديانوس جدا من سر هذا التحول السريع وحاول إغرائه بكل الطرق للرجوع عن هدفه فلما رأي إصراره وقوة إيمانه قرر قطع وعندما وصل الخبر إلي مصر فرحت دميانة جدا لنجاة والدها من الهلاك الأبدي ونواله إكليل الشهادة .
وتابع، أما دقلديانوس فعندما علم أن سر تحول قلب مرقس الوالي ورجوعه إلي الإيمان المسيحي هو ابنته دميانة استشاط غضبا، فأرسل بعض الجنود إليها ومعهم آلات التعذيب المختلفة وعندما شاهدت دميانة الجنود وقد التفوا حول القصر جمعت العذاري حولها ونبهتهن إلى الخطر المحدق بهن، ثم التقى قائد الجنود بدميانة وقال لها أن الإمبراطور يدعوها للسجود للآلهة، وحاول إغرائها بالعديد من الكنوز والهدايا، بل وأكثر من هذا وعدها أنه سوف يقيمها أميرة عظيمة .
وأردف التفت إلي القديسة دميانة وطلب من الجنود أن يذوقوها جميع أنواع العذابات، فمرت القديسة بسلسة متصلة من العذابات ؛ولكن في كل مرة كان يأتي ملاك الله ليشفيها ويقويها، وأخيرا عندما يأس القائد من قوة احتمالها أمر بقطع رأسها هي وكل من معها من الأربعين عذراء، فنلن جميعا إكليل الاستشهاد.
- قصة بناء الكنيسة
واستطرد، قصة بناء هذه الكنيسة هي أنه بعد نهاية عصر الاضطهاد جاء الملك قسطنطين وهو أول إمبراطور مسيحي، وكانت له أم قديسة تدعى "هيلانة " فعندما سمعت الملكة هيلانة بقصة الشهيدة دميانة والأربعين عذراء الذين معها أخذت كمية كبيرة من الأكفان معها وتوجهت إلي القصر المدفون فيه القديسة مع الأربعين عذراء، وعندما دخلت إلى القصر وجدت جثمان القديسة دميانة موضوعا فوق إحدى السرائر بالقصر فقبلته وتباركت به كما تباركت بأجساد الأربعين عذراء معها.
ولفتهن جميعا بأكفان فاخرة، وأمرت أمهر المهندسين والصناع أن يهدموا القصر ويبنوا مكانه كنيسة كبيرة علي اسم الشهيدة دميانة أما القديسة دميانة فقد كفنتها بكفن غال الثمن جدا من الكتان وصنعت لها سرير من العاج ووضعت فيه جسدها الطاهر وزينته بالستائر الحريرية الجميلة.
ثم دعت البابا الكسندروس بطريرك الكنيسة القبطية في ذلك الوقت "وهو البطريرك رقم 19 في سلسلة بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فقام بتدشين الكنيسة، وتقع هذه الكنيسة علي مسافة حوالي 12 كم شمال بلقاس .