بابا الروم الأرثوذكس: هُناك حاجة للسعي الكنسي الدائم لـ«تطوير الحوارات»
شارك البابا ثيؤدوروس الثاني، بابا الإسكندرية وسائر افريقيا للروم الأرثوذكس، في أعمال الجمعية العمومية، لمجلس كنائس الشرق الأوسط، بدير الأنبا بيشوي، بوادي النطرون.
وقال بابا الروم، خلال كلمته: «بمشاعر عميقة من العاطفة، والبهجة، نتحدث اليوم عن الجمعية العامة الثانية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، التي تجتمع في بلدنا المضياف، بلد النيل، بعد ست سنوات في خضم مشاكل لا تعد ولا تحصى، بعد أن أنجزنا إنجازا، ولهذا السبب نهتف، قائلين: رأى إبراهيم يوم الرب وشكر».
وأضاف: «ينعقد هذا الاجتماع خلال فترة حرجة للغاية، حيث يتم إحياء المواجهة الجيوسياسية بين الشرق والغرب بشكل كبير، مما يؤدي ليس فقط إلى المواجهة السياسية، ولكن أيضًا إلى المواجهة الدينية، والتي أصبحت مثل الأفواه المتسعة لوحوش صراع الفناء، مع نظرة مشؤومة لمسيحيينا».
وتابع: «إن الانتشار المتزايد للأصولية الدينية في منطقتنا، والظواهر غير المقبولة للعنف المتطرف، وتعدد الأشكال الإرهابي، يؤدي إلى اقتلاع مأساوي للمسيحيين من مناطق الشرق الأوسط، فكلنا نعرف هذا ونختبره، إننا نختبر ظاهرة الانقلاب الديموغرافي غير المواتي على حساب المسيحيين، والتي تولدها حالة عدم اليقين، وعدم الاستقرار في مسيحية الشرق الأوسط».
وأكمل: «نحن نتفق تمامًا مع شعار تجمعنا هذا العام، والذي يقول: «ها أنا، لا تخف»، وماذا نفعل نحن الكنائس لحماية المسيحيين أعضائنا؟، يجب أن يظل وجود مسيحيينا في التربة المقدسة في الشرق الأوسط نشطًا، على أساس كل من تقوية وتحفيز الإيمان القوي، بحضور ربنا يسوع المسيح في حياتهم المختبرة، وعلى توطيد أمنهم، عندها فقط يُولد الرجاء، وكما يقول الرسول بولس بشكل مميز: رؤية أن الضيق ينتج صبرًا، والصبر ينتج اختبارًا، والاختبار يصنع الرجاء، والرجاء لا يفشل».
وواصل: «يجب أن نكافح، ونكافح معًا؛ لإزالة الأسباب، التي دفعت مسيحيينا إلى الفرار من الشرق الأوسط من أوطان أجدادهم، حتى يتمكنوا من البقاء في أرضهم في ظروف يسودها العدل والسلام، وندين بشدة الصراعات المتنوعة، وتعزيز واستمرار التعصب الديني أينما كان، وخاصة من المرجعيات الدينية، وتعزيز الحق العالمي في الحرية الدينية، باعتباره الحق الأسمى الذي لا يمكن إنكاره لكل إنسان».
وأردف: «ولتحقيق هذه الغاية، نحتاج إلى الاستمرار، بل وأكثر من ذلك، في تطوير الحوار مع الديانات الأخرى في الشرق الأوسط، وخاصة مع الدين الإسلامي، الذي هو في الغالبية العظمى، من أجل ترسيخ التفاهم والتعايش السلمي، لأن مسيحيينا هم ليسوا غرباء عن هذه الأرض، فهم ليسوا أجانب، لكنهم ولدوا وترعرعوا في هذه الأرض منذ آلاف السنين، بعد كل شيء، مسيحيينا هم الجسر بين الغرب والشرق، والمسيحية والإسلام، والتقاليد والحداثة، إنهم يعيشون على الحدود بين عالمين وثقافتين، مما يعزز التعايش السلمي للجميع، باعتباره اقتراحًا وأسلوب حياة، نعتقد أن الوجود المسيحي عامل مهم في نظام ما بعد الصراع فيما وراء تجزئة الحدود السياسية والانقسامات".
واستطرد: «من أجل تحقيق هذا الهدف والهدف، يجب علينا أن نعمل بوعي؛ لحل جميع المشاكل الموجودة للأسف والمستمرة في منطقتنا، إذا فشلنا، فسنواجه «رجسة الخراب»، واختفاء الشرق الأوسط من المسيحيين، وبصفتنا قادة دينيين، يجب أن نلوح ونستمع إلى صرخات معاناة مؤمنينا من أجل حقوق الإنسان والحريات الدينية التي تم انتهاكها بوحشية في عصرنا، ويجب أن نتولى الأدوار ونصل إلى النقطة المهمة من خلال المشاركة في تشكيل المستقبل السياسي للمنطقة».
واختتم: «الإخوة والمندوبون، بهذه الأفكار المبعثرة وربما الحزينة، نُرحب بوقائع جمعيتنا العامة الثانية عشرة الواعدة ونتمنى من قلوبنا أن ينبثق منها نور رجاء، نور المسيح المقام؛ لكي تهب رياح العنصرة ويتنفس روح الفداء والرجاء الدافئ، ويتأسس وسط مسيحيينا شهداء وجودهم الأبدي في الشرق الأوسط المقدس، وفي الختام، أعبر عن شكري الحار ومحبتي الأخوية لبطريرك الكنيسة القبطية تواضروس الثاني على كرم ضيافته، وكذلك لآباء الدير المضيف، هذا البلاديوم الزاهد القديم للمسيحية القبطية، ولأعضاء الكنيسة القبطية، والأمانة العامة للمجلس واللجنة».