في ذكرى رحيله.. أبرز المعلومات عن القديس سيمون ستوك الكاهن
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، بذكرى رحيل القديس سيمون ستوك الكاهن، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلاً: ولد سيمون ستوك عام 1164م في قصر هنفورد في مقاطعة "كِنْت" بانجلترا.
وفى الثانية عشرة من عمره، زهد في الدنيا ، فابتعد عن ضوضاء العالم وتنسك في البرية كي يعيش حياة الزهد والصلاة والتقشف، إضافة إلى إكرامه الشديد لمريم العذراء، أنه أمضى ردحًا من الزمن ناسكًا في جذع شجرة مجوفة، وكان يضع بجانبه مصلوبًا وصورة للعذراء مريم، كان هذا كل ما يملكه من حطام الدنيا، متجرداً عن كل شئ ليتبع المسيح ويتمثل بتجرده وفقره.
وتابع: وعلى هذا المنوال عاش القديس عيشة النسك والانقطاع التام عن العالم، فلا عجب أن تزوره العذراء مريم، ولعدة مرات، من باب التشجيع له والمكافأة على روح التجرد الذي اختاره.
مُضيفًا: وكانت الرهبانية الكرملية تعيش على حافة الهاوية: بسبب عدد الرهبان القليل، والغالبية منهم كانوا متقدمين في السن، كما كانت الدعوات الجديدة قليلة، وكان حينذاك لا يقبلون بسهولة الرهبان القادمين من الشرق ليخدموا في الغرب، فبعض الأساقفة والرؤساء الروحيين لم يسمحوا لهم أن يداوموا أو يشتركوا في الإحتفال بالقدّاس والفرض الكنسي في رعاياهم وكنائسهم، وحتى أن يدفنوا موتاهم في مقابر الأبرشية، كما كان ممنوع عليهم أن يبنوا كنائس خاصّة بهم ضمن أبرشيتهم أو أن يقرعوا النواقيس.
كانوا يعدّونهم غرباء وافدين من شرق مجهول لا أصل لهم ولا هوية، ولا اعترافاً كنسيّاً صريحاً وواضحاً برهبانيتهم، فكانت جميع النوافذ مغلقة في وجه الرهبانية، فبدأ القديس سمون ستوك جاهداً بفكرة إنشاء الرهبنات، متضرعاً من مريم البتول أن تكون معه في هذا العمل.
وواصل: وكان يصلي ويوقد الشموع والبخور كل يوم مسبحاً لمريم العذراء ويصفها بزهرة الكرمل «يا زهرة الكرمل، يا كرمة مثمرة، يا ضياء السماء، يا مريم العذراء، أنتِ وحدكِ الأم الشفوقة، البتول المتواضعة، التي لم تعرف رجلاً، أعطي أولادكِ، أولاد الكرمل إمتيازاً فريداً، يا نجمة البحر».
وقد سمّاها (نجمة البحر) استناداً إلى البحّارين، حيث عندما يكونوا في وسط الأخطار يتطلعون إلى النجمة (نجمة البحر) التي بواسطتها كانوا يعرفون الإتجاه صوب الميناء.
وتابع: في سنة 1247 اوفد راهبَين الى قداسة البابا انّوشنسيوس الرابع يطلب منه تثبيت قانون الرهبانيّة، فانتدب قداسة البابا عالِمَين شهيرَين من علماء الكنيسة ليدرسا هذا القانون، ولما تأكّد قداستُه من سيرة هؤلاء الكرمليّين وحِفظِهم لقوانينهم، ثبّت رهباينتهم وجعلها ضمن الرهبانيّات الأربع الكبرى، فأثار هذا التثبيت حرباً شعواء على الرهبانيّة من بعض المتحفظين، فخاف القديس سيمون على الرهبانيّة، وأخذ يبتهل الى مريم العذراء، كي تأخذ بيد الرهبانيّة وتنجّيها من أعدائها.
وواصل: بقي (سيمون) في وظيفته تلك مدة 15 سنة عُرف خلالها بغَيرتِه وتفانيه في الخدمة، وكان سبباً في نهضة الرهبانية الكرملية وارتفاعها إلى القمّة: كما تثبتت الرهبانية وأخذت مركزها بين الرهبنات الكبرى في العالم، وانتشرت في اغلب البلدان، ونهضت من الخمول والنسيان والإنهيار، ولبست حلّة الثوب الجديد: ثوب (سيدة الكرمل) وامتدت من الشرق إلى الغرب واستقرت بقوة في كافة بلدان العالم، وفي 16/5/1265م.
توفي القديس سيمون ستوك عن عمر ناهز المئة عام تقريباً.