خبير أثرى: «نوم أبوالهول» لا منطقى لكنه «تريند» يشجع السياحة الداخلية
قال الدكتور علي أبو دشيش، خبير الآثار المصرية وعضو اتحاد الأثريين، إن ما أثير حول «نوم أبوالهول» على خلفية صورة مفبركة ظهر فيها مغلق العينين وتحوله إلى «تريند» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فرصة لتنشيط السياحة الداخلية ورفع الوعي الأثري للمواطنين، بغض النظر عن عدم صحة الأمر ولا منطقيته، كما أنه من الممكن استغلال حالة الجدل الدائرة بشأن الأمر للترويج للآثار المصرية.
وأضاف أبودشيش، في تصريحات لـ«الدستور»، أن تمثال أبوالهول يحيطه السحر والغموض، كونه إحدى أيقونات الحضارة المصرية القديمة، وظل دائما حديث العالم أجمع، فالعالم مفتون بغموض وجمال الحضارة المصرية القديمة المتفردة.
وتابع أن تمثال أبوالهول يوجد به أربعة أنفاق، حيث يوجد السرداب الأول أعلى ظهر التمثال وحفره المهندس الفرنسي «بيرنج» عام 1937 خلف رأس أبوالهول، واستخدم بريمة للحفر وصل بها لعمق 8 أمتار داخل التمثال، ثم توقف عندما تعثرت البريمة وحاول علاجها بوضع كمية من «البارود» داخل السرداب لتفجيره، ولكنه تراجع حتى لا يدمر هذا الأثر الفريد، وكان ذلك بحثاً عن كنوز داخل جسم التمثال.
واستطرد أن الدكتور زاهي حواس أعاد تنظيف هذا السرداب، مبينا أنه كان من أهم ما عثر عليه بداخله جزء من رداء الرأس الخاص بأبوالهول، منوها إلى أن السرداب الثاني يوجد بالجانب الشمالي من التمثال، ولا يمكن رؤيته الآن، حيث تم إغلاقه بواسطة الأثري الفرنسي «بارثر»، فيما يقع السرداب الثالث خلف «لوحة الحلم»، حيث قام المغامر الإيطالي كافجليا في أوائل القرن التاسع عشر بالحفر أسفل صدر أبوالهول حيث عثر على لوحة الحلم تغطي فجوة عمقها ثلاثة أمتار.
واختتم: «يوجد السرداب الرابع عند مؤخرة أبو الهول ويدخل إلى جسم التمثال، ويفتح على مستوى الأرض بالجهة الشمالية للمؤخرة، ويلتف عند بداية الذيل، ويحيط بهذا السرداب بالذات تحذيرات تؤكد أن «لعنة الفراعنة» تحرسه، ويصل عمقه إلى 15 مترا، وتعود لوحة الحلم الموجودة في مقدمة التمثال لعصر الملك تحتمس الرابع، وتحكي قصة الحلم المسجلة على هذه اللوحة بالنقش الهيروغليفي تفاصيل زيارة الأمير تحتمس إلى منطقة الأهرامات، قبل أن يتولى عرش مصر، وغلبه النعاس في ظل تمثال أبوالهول، الذي زاره في منامه وبشره بأنه سيصبح ملكاً لمصر، وفي مقابل هذه البشرى طلب أبوالهول من تحتمس أن يقوم بإزالة الرمال التي حاصرته ودفنت معظم جسمه، وتؤكد النقوش استخدام أبو الهول من قبل ملوك مصر في الدعاية السياسية، وتدعيم حكمهم بربط أنفسهم بأبوالهول، ويشير المنظر المصور أعلى اللوحة إلى تكريس تحتمس الرابع لعبادة أبوالهول.