تأرجحت بين أدوار الإغراء والفتاة العادية
في ذكراها.. لماذا هاجمت الصحافة الفنية الفنانة سميحة توفيق؟
تحل ذكرى ميلاد الفنانة سميحة توفيق، اليوم، والتي ولدت في مثل هذا اليوم من العام 1928 بمدينة الفيوم، وهي التي نعرفها من خلال دورها الشهير في مسرحية ريا وسكينة "الهبلة الحمارة "أم بدوي" ودورها الآخر العالق في أذهان الجماهير، والذي قدمته في فيلم "نحن لا نزرع الشوك" و جملتها الشهيرة وهي توصي الخياطة بتقصير ثوبها، قائلة بضحكة أنثوية خليعة، ومسحة من دلال لا تخفى٬ وهي تهز فخذيها: "أداريهم ليه.. وحشين؟!"
اشتهرت سميحة توفيق في خمسينات القرن العشرين كراقصة في عدد كبير من الأفلام التي مثلت فيها أدوار الإغراء٬ وأدوار المرأة الشرسة التي تغري الرجال٬ منافسة الفنانات اللائي بدأن معها في نفس هذه الأدوار كهند رستم وبرلنتي عبد الحميد.
وفي كتابه "وجوه لا تنسي.. بورتريهات عن مشخصاتية مصر"، يقول الناقد الفني محمود عبد الشكور عن سميحة توفيق، أول ما يلفت نظري في سميحة توفيق بالإضافة إلي جمال وجهها طبعا، هو قوامها الممتلئ قال لي أبي إنها كانت تتعرض لتريقة بعض الصحف بسبب ذلك، رغم أنها كانت تمثل نموذجا عن الجمال المفضل في ذلك الوقت".
ويوضح "عبد الشكور"، كان المزاج الشعبي عموما يعتبر الرشاقة عيبا، ولكن يبدو أن مشكلة سميحة توفيق أنها كانت تلعب أحيانا دور راقصة، ولا يجب أن تكون الراقصة غير رشيقة.
دورها في فيلم "ابن النيل" من إخراج يوسف شاهين وبطولة يحيي شاهين، فاتن حمامة، وشكري سرحان، ولعبت فيه سميحة توفيق دور راقصة في كباريه تغوي الفلاح ــ شكري سرحان ــ هو الأشهر سينمائيا، بالإضافة إلي دورها الظريف في فيلم "ليلة الدخلة"، مع حسن فايق وإسماعيل يس، ماجد ورياض القصبجي، وقدمت فيه سميحة توفيق دور الفتلة الجميلة “فكرية”، وصديقتها ماجدة، وسوء التفاهم الذي يوقع إسماعيل يس وزميله الأرعن حسن فايق في حبائل عرائس أخري.
ــ تأرجحها بين أدوار الإغراء وبنت البلد الشعبية
ويلفت "عبد الشكور" إلى أنه ربما يكون من مشاكل سميحة توفيق ــ وهي ممثلة موهوبة بلا شك ــ هو أنها تأرجحت بين أدوار الإغراء لبنت البلد الشعبية في زمن صعود أخريات مكتسحات مثل "هند رستم ــ برلنتي عبد الحميد ــ وهدى سلطان"، ودور الفتاة العادية في ظل صعود نموذج الفتاة الرومانسية المتعلمة والمتمردة بداية بالممثلة لبنى عبد العزيز، وصولا إلي النماذج التي قدمتها سعاد حسني، قد يكون كل ذلك وراء اختفائها من البطولات قبل تقدمها في السن بسنوات طويلة، ثم ظهورها في أدوار أكبر سنا فيما بعد في أفلام كثيرة مثل: “عصر الحب” لحسن الإمام، وفيلم “الحريف” لمحمد خان وعادل إمام، وفي دور “سكينة” في فيلم “ريا وسكينة” مع شريهان ويونس شلبي وحسن عابدين، وفي دورها الأشهر مسرحيا الهبلة الحمارة أم بدوي في مسرحية “ريا وسكينة”، مع شادية وسهير البابلي وأحمد بدير وعبد المنعم مدبولي ومن إخراج حسين كمال وكانت فعلا رائعة .
ــ محطات في مسيرتها
وسميحة توفيق هي شقيقة أشهر مصمم للمعارك في تاريخ السينما المصرية، وهو الراحل الطوخي توفيق، اكتشفها يوسف وهبي، وبدأت مبكرا في أفلام سينمائية متعددة، قدمت حوالي 75 عملا فنيا، وكان أول أدوارها عام 48 من خلال فيلم "بلبل أفندي"، وتبعته في عام 49 بفيلم "المرأة شيطان" كبطولة ثانية أمام محمد فوزي٬ حيث لعبت دور "أمينة" ابنة عم فؤاد عاصم وحبها له فتكيد له لتفرقه عن زوجته٬ حتى أنها لا تتورع عن قتلها في النهاية بالسم.
ثم توالت أدوارها في أفلام ليلة الدخلة٬ فايق ورايق٬ ابن النيل٬ أنا بنت ناس٬ غضب الوالدين٬ ابن الحارة٬ الحبيب المجهول٬ حسن ومرقص وكوهين٬ هجرة الرسول٬ في شرع مين٬ الدنيا لما تضحك٬ الناس مقامات وغيرها.