رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مارلين مونرو.. لوحات وأفلام.. وهبد مستمر

لوحة «شوت سيج بلو مارلين»، Shot Sage Blue Marilyn، بيعت فى مزاد لدار كريستيز فى نيويورك، أمس الأول الإثنين، بـ١٩٥ مليون دولار، كاسرة الرقم القياسى السابق لعمل فنى أمريكى يباع فى مزاد، الذى كانت قد حققته لوحة لجان ميشيل باسكيات، سنة ٢٠١٧، مقابل ١١٠.٥ مليون دولار.

اللوحة رسمها آندى وارهول، سنة ١٩٦٤، لوجه مارلين مونرو، باللون الوردى، مع شعر أصفر لامع، وظل عين أزرق فاتح، على خلفية زرقاء فيروزية، وهى واحدة من خمس لوحات رسمها وارهول لمونرو، كانت موجودة فى الاستديو الخاص به، «ذا فاكتورى»، حين قامت امرأة بإطلاق الرصاص على أربع منها، فى حادث شهير، حصلت منه اللوحة المبيعة على اسمها، مع أنها نجت من طلقات الرصاص!

آندى وارهول، أيقونة حركة الفنون البصرية المعروفة باسم الـ«بوب آرت»، الذى رحل سنة ١٩٨٧، يُعد واحدّا من أشهر فنانى النصف الثانى من القرن العشرين، وأكثرهم تأثيرًا فى الاتجاهات ما بعد الحداثية، ويوجد متحف باسمه فى مسقط رأسه: بيتسبرج، ثانى أكبر مدن ولاية بنسلفانيا، تم افتتاحه سنة ١٩٩٤، أكبر متحف فى الولايات المتحدة مخصص لفنان واحد. وله أيضًا تمثال فى براتيسلافا، عاصمة سلوفاكيا، مسقط رأس والديه. وكل لوحاته تقريبًا على قوائم أغلى الأعمال الفنية فى العالم، ومن بينها لوحاته الخمس الخاصة بمارلين مونرو، التى كان يرى أنها بعد أن أصبحت رمزًا للثقافة الشعبية الأمريكية، صارت كأى سلعة ملقاة على الرفوف.

تخصص وارهول، Andy Warhol، فى «التصميم التصويرى الحى»، pictorial design، وساعده ذلك على اكتشاف أساليب جديدة فى خطوط الطباعة، التى صارت سمة مميزة لرسوماته. وسنة ١٩٦٠، بدأ فى استخدام أوراق ومنشورات الإعلانات وأغلفة الهدايا وقام بتحويلها إلى أعمال فنية، تكشف أو تعبّر عن مضمون الحياة الأمريكية الاستهلاكية الحديثة، وأنتج حوالى ٦٠٠ فيلم، بين عامى ١٩٦٣ و١٩٧٦، يتراوح طولها بين بضع دقائق و٢٤ ساعة. 

لو أردت الاستزادة، نحيلك إلى كتاب محمد حمزة «البوب.. فن الجماهير.. أو الواقعية المثالية الجديدة» الصادر سنة ٢٠٠١، عن المجلس الأعلى للثقافة، وإلى الجزء الثالث من موسوعة «فنانون عالميون»، الذى ترجمه، مع الجزءين الأول والثانى، حازم طه حسين، وصدرت طبعة خاصة من الأجزاء الثلاثة، ضمن مشروع مكتبة الأسرة، سنة ٢٠١٣، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

مع ذلك، مع كل ذلك، كتب وحيد عبدالمجيد فى عموده «اجتهادات»، الذى نقترح تغيير عنوانه إلى «هبدات»، أمس الأول الإثنين، أن ارتفاع سعر هذه اللوحة لا يعود لقيمتها الفنية، «بل للشغف بالفنانة المرسومة فيها، التى أثارت الكثير من الجدال فى حياتها، وعلى مدى نحو ٦٠ عامًا منذ رحيلها». ودلل على صحة تلك الهبدة بـ«فيلم سينمائى جديد سيُعرض قريبًا عن حياتها». فى إشارة، على الأرجح، إلى الفيلم الوثائقى، الذى أنتجته شبكة «نتفليكس» وعرضته فى ٢٧ أبريل الماضى، أى قبل نشر مقال المذكور بأسبوعين تقريبًا، ما يعنى أنه لو بذل قليلًا من الجهد، قبل أن «يهبد»، لعرف «إلى أى مدى سيختلف عن أعمالٍ فنية سابقة ابتُذلت فيها سيرتُها بأشكال مختلفة سعيًا للوصول إلى معدلات مشاهدة مرتفعة، وبالتالى إلى أرباح أوفر».

نقول على الأرجح، لأن الخيبة ستكون بـ«الويبة»، لو كان ذلك الذى يتحفنا بوجبة يومية من «الهبد» على صفحات الجريدة الأعرق فى العالم العربى، يقصد فيلم «الشقراء»، Blonde، الذى تلعب فيه النجمة الكوبية آنا دى أرماس دور مارلين مونرو، والمقرر أن تعرضه شبكة «نتفليكس» أيضًا خلال العام الجارى، لأن هذا الفيلم مأخوذ عن رواية قديمة بالعنوان نفسه، صدرت سنة ٢٠٠٠، متاحة على أمازون بـ١٢ دولارًا تقريبًا، وتحكى، فى حوالى ٧٥٠ صفحة، قصة حياة مارلين مونرو، كما تخيلتها، وضع عشرات الخطوط تحت «تخيلتها»، الروائية والشاعرة الأمريكية جويس كارول أوتس.

.. وتبقى الإشارة إلى أن لوحة «شوت سيج بلو مارلين»، كانت مملوكة لمؤسسة «توماس ودوريس أمان» فى زوريخ، وسيذهب ثمنها، كما كل عائدات بيع مقتنيات المؤسسة، لتحسين حياة الأطفال فى جميع أنحاء العالم.