نهاية الوحدة وتزايد الانقسامات والفوضى.. ماذا تعنى استقالة جانتس من حكومة الحرب؟
أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن استقالة وزير الحرب الإسرائيلي بيني جانتس من حكومة الطوارئ تأتي في الوقت الذي يستعد فيه المسئولون الأمريكيون والإسرائيليون لتجديد مساعيهم للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لإطلاق سراح المحتجزين ووقف الحرب، ولكن بعد عملية الإنقاذ العسكرية الإسرائيلية لأربعة محتجزين يوم السبت، لم يتغير الوضع الاستراتيجي لإسرائيل في غزة إلا قليلًا، في حين أن التداعيات قد تعطي الجانبين سببًا لتشديد مواقفهما.
الفوضى والانقسامات تنتظر نتنياهو بعد استقالة بيني جانتس
وأضافت أن بعد استقالة جانتس، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن الطريق الأكثر فاعلية لتحرير المحتجزين هو الوقف الشامل لإطلاق النار.
وتابعت أن نتنياهو يعارض أي محاولات للوقف الشامل لحرب غزة، ما يضع الجهود الأمريكية في خطر، وكانت خطوة جانتس هدفها زعزعة استقرار ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف الحاكم، لأن هذه الاستراتيجية ستجعل المشرعين الصقور في الكونجرس الأمريكي أقل انسجامًا في التعامل مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة، ما يهدد بعرقلة محاولات وقف الحرب في غزة.
وردًا على ذلك، دعا نتنياهو جانتس إلى البقاء في الحكومة، حيث كتب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "هذا ليس الوقت المناسب للتخلي عن المعركة – إنه الوقت المناسب لتوحيد القوى".
وأضافت الصحيفة أن وجود جانتس في حكومة الطوارئ التي شكلها نتنياهو لمواجهة موجات الغضب الداخلية، ساعدت إدارة بايدن في التفاوض مع شخصيات معتدلة والابتعاد عن الفكر المتطرف في حكومة الاحتلال، فكان جانتس في كثير من الأحيان حلقة الوصل بين واشنطن وتل أبيب.
وتابعت أن خروج جانتس الآن من حكومة الطوارئ يعني نهاية الوحدة في إسرائيل، حيث من المتوقع أن تؤجج هذه الخطوة الاحتجاجات المناهضة لنتنياهو وتزيد من الضغط لإجراء انتخابات مبكرة.
ويقول المحللون إن الانتخابات يمكن أن تتم في وقت مبكر من هذا الصيف، ولكن بشكل أكثر واقعية في وقت مبكر من العام المقبل، حيث دعا جانتس، في خطابه الأحد، نتنياهو إلى تحديد موعد الانتخابات في الخريف، ومن غير الواضح كيف ستؤثر استراتيجية جانتس على تعامل إسرائيل مع الحرب.
وتابعت الصحيفة أنه يمكن لنتنياهو أن يستبدل جانتس بمشرعين متشددين موجودين حاليا في المعارضة أو شركاء في الائتلاف الذين يعارضون الاقتراح الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب وتحرير المحتجزين الإسرائيليين، ويمكنه أيضًا حل حكومة الحرب، ما يعيد عملية صنع القرار إلى مجلس الوزراء الأمني العادي، حيث يمكن أن يكون لحلفائه في الائتلاف اليميني المتطرف تأثير أكبر.