هل يستخدم الروس "عقاقير قتالية" فى الحرب على أوكرانيا؟
في الوقت الذي أصبحت فيه الأنباء حول الهجمات الروسية في أوكرانيا معتادة ومُكررة بشكل يومي، إلا أن تفاصيل تلك الهجمات ونوعيتها والقصص خلفها لاتزال جديدة ومختلفة يوماً بعد يوم.
خلال الأيام الأخيرة ظهرت تقارير حول " العقاقير المُخدرة" التي تُستخدم في الحرب في أوكرانيا، في فيديو بثته وزارة الدفاع الروسية لأسير أوكراني قال فيه إنه تعاطى عقاقير تخفف من الخوف والألم.
وبحسب ما ذكره موقع روسيا اليوم فإن أحد الأسرى من جنود كتيبة "دونباس" تحدث عن تعاطي "مخدرات قتالية" قبل المعركة، مشيراً إلى أن الجيش الأوكراني قد زودهم بتلك العقاقير الخاصة التي تجرعوها ما جعلهم يفقدون الخوف ولا يشعرون بالألم.
ونقلت وسائل إعلام روسية مؤخرا الأنباء عن العثور على "المخدرات القتالية" في المواقع الأوكرانية المهجورة، ومختبرات ومعامل مختصة بتصنيع مثل هذه المواد المخدرة.
في الوقت نفسه ظهرت تقارير تشير بقوة إلى أن هناك أدلة واضحة على استخدام الروس ذات العقاقير القتالية في الحرب على أوكرانيا.
عقاقير الجيش الأحمر
لا ينسى التاريخ أن السوفييت هم أول من شرعوا استخدام العقاقير المخدرة في الحروب، ففي 22 أغسطس من أغسطس 1941، اجتازت لجنة الدفاع الحكومية السوفيتية قانون توريد الكحول للجيش الأحمر السوفيتي، مما يجعل علامة في التاريخ كوثيقة تشريعية رسمية تسمح للجنود بشرب الفودكا بشكل منتظم في الحروب، ونالت الفكرة تأييد القادة السوفيت حينها، وكانت الفكرة حينذاك أن الفودكا ستساعد من تخفيف الشعور بالإجهاد الجسدي والنفسي الشديد أثناء في القتال".
لاحقاً انهار الاتحاد السوفيتي، ولكن كما يبدو أن بعض الأيدولوجيات والأفكار والقوانين لاتزال توجد وتظهر بقوة في أنظمة الحكم الروسي لاحقاً.
عنف مُفرط
أشارت تقارير دولية إلى أن الفظائع التي ارتكبها الروس في المدن الأوكرانية مثل ماريوبول وبوتشا، بوروديانكا، هوستوميل، والتي تشمل عمليات الإعدام الجماعي للأشخاص، عمليات الاختطاف، التعذيب، اغتصاب البالغين والأطفال دفعت جهات عديدة للتحقيق في محاولة فهم أسباب العنف المُفرط في تلك الهجمات.
أطباء أوكرانيون وعالميون أكدوا في تقارير أن سلوك الشخص خلال الحرب يتغير بسبب التوتر العاطفي والجسدي، ومع ذلك، فإن جرائم الحرب التي حدثت في أوكرانيا تشير إلى أن القسوة كانت مفرطة وغيرمبررة من قبل الجنود الروس. علاوة على ذلك، يعتقد الخبراء أن هذا ليس بسبب"تجربة الحرب" فقط، بل إنه نتاج مواد مخدرة.
أشار المراقبون إلى أنه في المرحلة المبكرة للغزو كانت الروح المعنوية للجنود منخفضة، ولكن في الوقت نفسه كانت تصرفاتهم بها عنف مُفرط، وغير مُبرر، على سبيل المثال، أبلغ الجنود الأوكرانيون أن الروس لديهم احمرار واضح بالعيون، فضلاً عن قيامهم بحركات هستيرية، وحركات فوضوية، ويستمرون في الصراخ بدون سبب.
مصدر العقاقير القتالية
في عام 2014 ، تناولت وسائل الإعلام الدولية أول مرة مسألة استخدام المخدرات في الوحدات العسكرية في روسيا. لقد حددوا العديد من الطرق اللوجستية التي تم تزويد الجيش الروسي بها، كانت هناك أيضا تقارير عن استخدام الروس للعقاقير المخدرة أيضا أثناء إجراء "مهمات عسكرية" في ليبيا وسوريا ومالي ودول أخرى.
أعلنت أجهزة المخابرات الأوكرانية والبريطانية أن لديها الأدلة التي التي تشير إلى أن الجيش الروسي يتلقى إمدادات طبية مباشرة لجنوده. حيث تم الكشف عن معلومات حول الصفقات بين وزارة الدفاع الروسية وشركات الصيدلة التي تنتج تلك العقاقيروذلك قبل الغزو الروسي لأوكرانيا. كما تم الكشف عن شحن 3.5 طن من الكوكايين من الإكوادور إلى روسيا (تم مصادرة الشحنة في إستونيا).