افتح كتاب التاريخ وسجل.. «كوبري نجع حمادي القديم» نجا من القصف وبناه الفرنسيين
يعتبر كوبري شرق النيل في مركز نجع حمادي شمالي محافظة قنا، أحد أبرز وأقدم الكبارى القديمة التي أنشئت منذ سنوات طويلة، حيث صممه مهندس برج ايفل الفرنسي، والذي نجا من القصف خلال حرب العدوان الثلاثي.
كوبري شرق النيل بنجع حمادي، الذي يربط بين قرى الغرب والشرق، والذي يتم فتحه لعبور العبارات والسفن السياحية الكبرى، الذي أقامته شركة فرنسية سنة 1896.
ويعود تاريخ إنشاء كوبري نجع حمادي إلى سنة 1896 حيث أنشأ الخديوي عباس حلمي الثاني، الكوبري القديم على نهر النيل، بحيث يتم الربط بين قرى الشرق والغرب، بغرض التنمية الزراعية والاقتصادية، على بعد 554 كيلو جنوب القاهرة، بمعرفة إحدى الشركات الهندسية الفرنسية، بطول 400 متر تقريبًا، وبتكلفة قدرها مليون ومائة ألف فرنك آنذاك، مكونًا من 6 فتحات ثابتة، وفتحة متحركة ذات ممرين ملاحيين، عرض كل منهما، 19.80 متر، و28.60 متر، بالإضافة إلى ممران جانبيان لعبور المشاة والمركبات والدواب، بعرض 2.60 م للممر الواحد
يقع هذا الكوبري عند الكيلو 554 كم من «القاهرة – أسوان» وأقيم هذا الكوبري على النيل سنة 1896 – 1897م/ 1314 – 1315هـ بمعرفة الشركة الفرنسية Maison Levallois perret la وذلك لحمل خط مفرد سكة حديدية لسير قاطرات الدرجة الرابعة التي تزن 72 طنًا.
ويذكر الدكتور محمود عبد الوهاب مدني، مدير عام الشؤون الأثرية بمنطقة آثار مصر العليا، أن تصميم هذا الكوبري من تصميم المهندس جوستال ايفل وهو المهندس الذي صمم برج إيفل وكوبري ابوالعلا في مصر وكثير من العلامات الشهيرة بالجمهورية.
وتابع: يبلغ طول هذا الكوبري نحو 400م وهو من النوع المعدني المتحرك المكون من كمر الحديد الأفقي والرأسي ويأخذ مدخله الغربي الشكل المربع وسطحه أفقي على غرار كباري أبو العلا القديم بالزمالك وكوبري مدينة بنها القديم وكوبري سكة حديد كفر الزيات ويحمل جسم الكوبري الآن سبعة بغال من الخرسانة المسلحة والمكسية بالحجر.
أما تصميم الكوبري قديمًا فكان مكونًا من ست فتحات ثابتة وفتحة متحركة ذات ممرين ملاحيين عرض كل منهما 19.80م، 28.60م، وكان له ممران جانبيان لمرور المشاة والعربات والدواب وعرض كل ممر 2.60م وقد بلغت تكلفة إنشائه مليون ومائة ألف فرنك ذهبي
وكان لإقامة هذا الكوبري دوراً كبيراً في ربط السهل الفيضي الموجود بالضفة الغربية حيث تقع نجع حمادي بالسهل الفيضي الشرقي والذي تقع عليه مدن عديدة منها «دشنا ودندرة وقنا» مما أتاح نمو وسرعة التطور العمراني وازدياد كثافة النشاط التجاري والاقتصادي بين ضفتي النيل بأعالي الصعيد.
الكوبري كمنشأة مائية يتألف من عدة وحدات معمارية هامة ورئيسية منها الموقع والتصميم والأساسات والمداخل والهيكل العلوي بمحتوياته الإنشائية وهو في ذلك يتشابه إلى حد ما مع القنطرة خاصة وأنهما يعتبران نوعاً من أنواع السدود المفتوحة ويميل البعض نحو تقسيم الكوبري كمنشأة مائية إلى جزأين، جزء سفلي ويحتوي على الأساسات وجزء علوي ويحتوي على هيكل الكوبري العلوي بمحتوياته من مداخل وأرصفة ودرابزينات وصينية متحركة وغيرها، وهو في ذلك يشابه تكوين القناطر باستثناء بعض عناصر الاختلاف، فعلى سبيل المثال يوجد للقناطر عيون «فتحات معقودة» وهي غير موجودة بالكباري بل توجد فتحات أو مسافات متسعة بين البغال أو أكتاف الكوبري.
كما يوجد بوابات لعيون وفتحات القناطر لحجز وفتح المياه وهو الأمر الذي لا يوجد بفتحات الكباري، كما توجد الصينية المتحركة لغلق وفتح الكوبري والمسماة بالصينية المركزية وتوجد غالباً في منتصف الكوبري وأحياناً في أحد جانبي الكوبري، ولا يوجد ذلك في القناطر، وربما تكون الوحدة المعمارية والإنشائية المقابلة للصينية المركزية بالكباري هما وحدة الهويس الذي يسمح بمرور وحدات الملاحة النهرية، وتوجد كراسي الارتكاز في غالبية الكباري ولا توجد إطلاقا في القناطر.
واستطرد قائلا: «على أية حال فإن أهم الوحدات الإنشائية والمعمارية للكباري هي : وحدة الأساسات ووحدة الهيكل العلوي بمحتوياته ووحدة الصينية المركزية «الدائرية» ووحدة المداخل».
تجدر الإشارة هنا إلى أهمية الموقع والتصميم بالنسبة للكوبري المقام على مجرى مائي حيث تقترب وتتشابه طبيعة الموقع والعوامل المؤثرة في البناء مع نفس الظروف والعوامل المحيطة ببناء القناطر وثمة عامل جديد هنا يؤثر في اختيار موقع بناء الكوبري، وهو عامل الكثافة المرورية المرتبط بعامل الكثافة السكانية في الموقع المراد إقامة الكوبري عليه كأن يكون كوبري يصل ما بين مدينتين كبيرتين على ضفتي النيل أو يصل ما بين محافظتين يفصلهما مجرى مائي، وعلى أية حال فكما كان نهر النيل وفرعيه يحفلان بسلسلة منتظمة من القناطر فهو يحفل أيضاً بعدد كبير من الكباري التي تعد معابر ومواقع اتصالات بين شتى أقاليم القطر المصري.