الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكة تنفيان «توحيد عيد القيامة»
ترددت أنباء مؤخرًا من قبل عدد من الصفحات القبطية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حول وصول البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والبابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، وعدد من رؤساء الكنائس إلى اتفاق يفيد توحيد عيد القيامة المجيد، ليكون الأحد الثاني من شهر أبريل بشكل سنوي.
وهو ما نفاه متحدثي الكنيستين، فقال نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوم النائب البطريركي لشؤون الإيبارشية البطريركية، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، إن تلك المعلومات غير صحيحة.
وكان الأمر نفسه بالنسبة للقمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذي قال في تصريحاته لـ"الدستور": "ليس لدي معلومة جديدة بخصوص هذا الموضوع".
ويقول الدكتور الاأرشذياكون رشدي واصف بهمان، في كتاب التقويم القبطي وحساب الأبقطي (علم الأبقطي)، حول موعد عيد القيامة في القرن الثاني الميلادي، إنه سجل القرن الثاني للمسيحية جدلًا طويلًا بين فريقين من الكنائس حول تحديد موعد عيد القيامة، فالمسيحيون في آسيا الصغرى وكيليكيا وبين النهرين وسوريا كانوا يعيدون في اليوم الرابع عشر من شهر نيسان العبري تذكارًا للصلب، واليوم السادس عشر من الشهر المذكور للقيامة، وذلك في أي يوم من أيام الأسبوع سواء صادف الجمعة للصلب والأحد للقيامة أو لم يصادف.
وكانوا في يوم 14 نيسان عندما يجرون تذكار الصلب يفطرون اعتقادًا منهم أن هذا اليوم هو يوم تحرير الجنس البشرى من العبودية، فيصرفون يوم الصلب في الحزن وبعض الفريق يقول إنه تسلم هذه العادة من القديسين يوحنا وفيلبس الرسولين.، أما المسيحيون في بلاد اليونان ومصر والبنطس وفلسطين وبلاد العرب فلم يجعلوا اليوم (14، 16 نيسان) أهمية بقدر أهمية الجمعة كتذكار للصلب والأحد كتذكار للقيامة، واستندوا في ذلك إلى تسليم القديسين بطرس وبولس الرسولين.
ولقد استمر هذا النزاع بين الفريقين ولكن لم يؤثر على سلام الكنيسة، ولم يقطع رباط المحبة والاتحاد بين أعضائها.
ولقد سافر بوليكربوس أسقف أزمير نحو سنة 160 م إلى روما لينهى بعض المسائل ومن بينها عيد الفصح، أملًا بأن يقنع أنكيطوس أسقف روما وجهة نظره والسير على منوال كنائس أسيا، وبالرغم من طول الجدل، إلا أن عرى الاتحاد لم تنفصل واشترك بوليكوبوس مع عدد من أساقفة روما في خدمة القداس الإلهي وقدس أسقف أزمير الأسرار الإلهية.