بـ«الحلل».. هكذا كان احتفال الفاطميين بعيد الفطر
كان الفاطميون يهتمون بعيد الفطر وكانت هناك احتفالات خاصة به حيث أطلقوا عليه لقب "عيد الحلل"، حيث توزع فيه كسوة العيد وكانت هناك دار للفطرة والعسل والقلوب والزعفران والطيب والدقيق لاستقبال النصف الثاني من الشهر كل سنة ليلا او نهارا، بأصناف مختلفة من الحلوى التي يطلق عليها أسماء عديدة منها كعب الغزال ويرفع المستخدمون ذلك إلى أماكن واسعة، فيدخل الناس ويتحصلون على أنواع كثيرة وكبيرة من الحلوى وبعد الانتهاء يأتي مائة خادم لحمل الحلوى ليوزعوها على البيوت حسبما ذكر عبدالله إمام في مقال له.
ويكمل: “وبعد الانتهاء يقوم الخدم بالمرور مرة أخرى، حتى ينقضي شهر رمضان وينفق في الأخير سبعة آلاف درهم في بيت الفطرة، وهو مخصص لإفطار الصائمين”.
وكان بالقاهرة سوق هو سوق الحلاوين لبيع الحلوى ويقول المقريزي في رصده لاحتفالات العيد: "هذا السوق معد لبيع ما يتخذ من السكر حلوى، وكان من أبهج الأسواق لما يشاهد فيه من حوانيت مليئة بالأواني النحاسية الثقيلة الوزن بديعة الصنعة ذات القيمة الكبيرة، وهناك عدد من ألوان الحلوى في السوق، ورأيت مناد ينادي على السكر كل قنطار بمائة وسبعي درهم، وحي حدثت المججنة وغلا السكر قل عمل الحلوى ومات أكثر صانعيها، حتى أنني رأيت طبقا فيه عدة شفاف من خطف أحمر وفي بعضها لبن وفي بعضها أنواع الأجبان".
ويكمل: “وكانت هناك أيضًا سوق في موسم شهر رجب من أحسن الأشياء منظرا فإنه كان يصنع فيها من السكر أمثال الخيول والسابع والقطط وتمسى العلاليق وترفع بخيوط في الحوانيت وكان الأطفال يشترونها ببهجة”.
وفي عيد الفطر كان يوضع الكثير من قطع الحلوى فتكثر في أسواق القاهرة والأرياف، وكان المعز لدين الله يركب يوم الفطر لصلاة العيد في مصلى القاهرة التي بناها القائد جوهر، وكان محمد بن أحمد بن الأدرع الحسني يبكر ويجلس في المصلى تحت القبة في موضع فياتي الخدم ويقيموه ويقبل المعز في زيه ويصلي بالناس صلاة العيد.