رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كذبت الأسرة القطرية الحاكمة وإن صدفت


خيرا فعلت قيادات دول مجلس التعاون الخليجى فى «وثيقة الرياض» التى وقعوها الخميس الماضى بعدم إعادة سفرائهم إلى الدوحة لمدة شهرين على الأقل كفترة اختبار لحين التزام الأمير القطرى بتنفيذ التزامه بالتعهدات التى قطعها على نفسه وأبيه وأمه بطرد 15 عضواً إخوانيا خليجيا يقيمون فى كنفه

... وإنهاء هجوم محطة «الجزيرة» على كل من: السعودية والإمارات ومصر.. وتجنب اعتبار ثورة 30 يونيو انقلاباً عسكرياً.. إضافة إلى وقف دعم الإخوان الإرهابيين.. والعمل على منع المعارضين المصريين من اعتلاء المنابر القطرية ووقف تحريضهم ضد المشير السيسى فى الانتخابات الرئاسية.

وبالرجوع إلى المواد التى بثتها قناة «الجزيرة» منذ نشأتها وللآن .. بداية من الأخبار الموجهة وعدد من البرامج التحريضية مثل: «الاتجاه المعاكس» و«سرى للغاية» و«شاهد على العصر» .. مرورا بالتغطيات غير المحايدة للأحداث فى أفغانستان والعراق وتونس وليبيا واليمن.. وأخيرا بما ابتليت به مصر منذ ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو وما أعقبها من العمليات الإرهابية الإخوانية كالتفجيرات والقتل لرجال القوات المسلحة والشرطة والمواطنين.. سنجد أن مضمونها الإعلامى ساهم بشكل لا يقبل الشك فى تمزيق العالم العربى–الممزق أصلا- لأهداف لم تعد خافية على «تلاميذ السياسة» لصالح المخطط الصهيو-أمريكى.

وحتى تتضح الصورة التى رسمها الأعداء لضياع المنطقة على يد الأسرة القطرية بواسطة قناتها «الجزيرة» أكثر فأكثر.. لابد أن نرصد ما أنجزته هذه «القناة» على مدار ما يقرب من العشر سنوات:

أولا: استطاعت «الجزيرة» تنفيذ ما خططت له أمريكا وأوروبا وإسرائيل فى فلسطين ولبنان والتمهيد لما سمى فيما بعد بثورات «الربيع العربى».

ثانياً: استطاعت إخفاء هويتها السياسية فترات طويلة حتى أقنعت المواطن العربى بمصداقيتها فى نقل الأحداث المغلفة بسمومها الإعلامية.

ثالثاً: استعانت بكوادر إعلامية مهيأة للاستعداء مع أنظمتها لأسباب مكشوفة ومفضوحة للجميع.

رابعاً: منذ نشأة القناة العميلة لاحظنا أن دولا مثل: مصر وسوريا واليمن وليبيا كانت تحت مجهرها.. فيما استبعدت دولا أخرى لحسابات دنيئة وخسيسة.

خامساً: نجحت القناة فى توظيف أفضل المعارضين لبلادهم تحت بند الإغراءات المادية لسب ولعن أى نظام تغضب عليه موزة وحمد وتميم.

سادساً: اتخذت «الجزيرة» منهجا محببا للشعوب العربية على غير الحقيقة..وذلك بارتدائها ثياب القومية العربية.. وذلك حينما تركت النماذج الشاذة تضلل الرأى العام العربى بمعلومات مشوهة لا تمت للحقيقة بصلة.

سابعاً: أصبح الإعلام الإسرائيلى والأمريكى والأوروبى على مسافة واحدة فى سمومه مع الإعلام القطرى ضد دولنا العربية.مما سبق نطرح السؤال التالى: إذا كان موزة وحمد وتميم جاءوا إلى السلطة لتنفيذ ما يريده أسيادهم .. فهل سيستطيعون الالتزام بـ «وثيقة الرياض»؟..بصراحة أنا لا أعتقد ولا أصدق أنهم سيلتزمون بهذه الوثيقة.. ليه؟.. لأن وجودهم على رأس السلطة فى قطر مرتبط بمشروع الشرق الأوسط الكبير.. وهم يعلمون جيدا إذا ما تخلوا عن طاعة الأوامر الصهيو-أمريكية.. فسوف يكون مصيرهم: الطرد أو القتل.. وفى أسوأ الأحوال سيهربون إلى بريطانيا أو أمريكا ويمكن إلى إسرائيل. والسؤال الثانى هو: إذا كانت هذه الأسرة حريصة على مصلحة المواطن العربى إلى هذه الدرجة.. فما السبب فى احتفاظها بالقواعد الأمريكية على أراضيها.. وتحديدا قاعدة السيلية التى لعبت دورا خبيثا فى تدمير العراق ونهب تراثه التاريخى وثرواته البترولية؟! أفيدونا أفادكم الله.

■ كاتب صحف

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.