علي جمعة: الاعتصام بحبل الله هو سلوك الطريق إلى الله للمبتدئين
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن الله تعالى قال في كتابه العزيز (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا)، وقال سبحانه: (وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ) [الحج:78] والاعتصام بالله تعالى يأتي بعد الاعتصام بحبله فالدرجة الأولى أعلى وأرقى من الثانية الاعتصام بحبل الله طريق البداية, والاعتصام بالله هو درجة الإحسان، الاعتصام بحبل الله هو سلوك الطريق إلى الله للمبتدئين، والاعتصام بالله هو غاية التحقيق للمنتهين, الاعتصام بحبل الله هو منهج الحياة ،والاعتصام بالله هو غاية العبد ومنتهاه, الاعتصام بالله سبحانه وتعالى يأتي بعد ما تنتهي من الاعتصام بحبله ؛ فالاعتصام بحبل الله هو اتخاذ الوسائل واستعمال الأسباب كما أمر الله ، والاعتصام بالله هو استنجاح المقاصد من الله والاعتماد في حصول النتائج على الله.
وتابع " جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلا: و"حبل الله" كما ورد عن عبد الله بن عباس وابن زيد ومقاتل وابن قتيبة رضي الله عنهم قالوا: دين الله. وقالوا: القرآن. وقد وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم القرآن الكريم بأنه حبل الله في كثير من الأحاديث منها قوله: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ، فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَةِ اللَّهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ، وَهُوَ النُّورُ الْبَيِّنُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُ ، لَا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلَا يَزِيغُ فَيَسْتَعْتِبُ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلَا يَخْلَقُ مِنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ» فهذه صفة من صفات القرآن أنه حبل الله المتين: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ) [آل عمران:103-104].
وأضاف "جمعة" قائلا : والاعتصام بحبل الله يكون في كل المستويات وعلى جميع الأصعدة نتشارك فيه جميعا وذلك بالإيمان والعمل، بامتثال الأوامر وترك النواهي، بأن يكون القرآن هو منهج الحياة الذي نسير عليه جميعا، بأن يكون هو المعيار، وهو الآمر الناهي، وهو الذي نخضع لأحكامه مهما تكن، وهو الذي بيننا وبين العالمين، هو الذي رضيناه حكما بيننا (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء:65] ليس فيها درجات ولذلك جاء الأمر الإلهي للجميع بقوله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا).